ويشبه أن يكون سبب ذلك؛ هو أن يكون حدث بالحديث حفظاً، وهو ليس بحافظ، فدخل عليه إسناد هذا في إسناد ذاك، أو أن الحديثين كانا في كتابه، يتلو أحدهما الآخر، فكتب أبو المغيرة إسناد حديث " إياكم والكذب ... " ثم زاغ نظره، فنزل إلى متن حديث " لساني هذا ... ".
فتركب متن هذا على إسناد ذاك. والله أعلم.
وقد وقع مثل ذلك في غير ما حديث، سيأتي ذكر بعضها ـ إن شاء الله تعالى.
مثال آخر:
حديث: همام بن يحيى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء وضع خاتمه.
أخرجه: أبو داود (١٩) والترمذي (١٧٤٦) والنسائي (٨/١٥٥) وابن ماجه (٣٠٣) والبيهقي (١/٩٥) .
قال النسائي (١) :
"هذا حديث غير محفوظ".
وقال أبو داود:
"هذا حديث منكر؛ وإنما يُعرف عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه"؛ والوهم فيه من همام، ولم يروه إلا همام".