للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر البيهقي قول أبو داود هذا، ثم قال:

"هذا هو المشهور عن ابن جريج، دون حديث همام".

قلت: وهذا؛ معناه: أن هماماً دخل له حديث في حديث.

ولعل سبب وقوع همام في هذا الخطأ؛ هو تشابه المتنين، فكلاهما فيه ذكر الخاتم، وفي مثل ذلك يقع الاشتباه.

والله أعلم.

مثال آخر:

حديث: محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم.

وفي رواية: "وهو محرم صائم".

أخرجه: الترمذي (٧٧٦) والنسائي في "الكبرى" (١) والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (٢/١٠١) والخطيب في " التاريخ " (٥/٤٠٩) و " الموضح " (٢/٤٠) .

وهذا الحديث؛ إسناده صحيح في الظاهر، ومع ذلك؛ فقد أنكره جماعة من أهل العلم على محمد بن عبد الله الأنصاري، ورأوا أنه دخل عليه حديث في حديث، فأراد أن يحدث بحديث زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بميمونة، فأخطأ وقال: احتجم وهو محرم صائم.

قال عبد الله بن أحمد (٢) .


(١) كما في "تحفة الأشراف" (٥/٢٥٣-٢٥٤) .
(٢) في " العلل " (٥٥٦ وهو في " تاريخ بغداد " (٥/٤٠٩-٤١٠) .

<<  <   >  >>