للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى ابن أبي حاتم (١) ، عن أبيه، أنه قال:

" سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

فقال: سمع من أنس بن مالك.

فقلت له: سمع من أبي هند الداري؟

فقال: من رواه؟

قلت: حيوة بن شريح، عن أبي صخر، عن مكحول، أنه سمع أبا هند الداري يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فكأنه لم يلتفت إلى ذلك.

فقلت له: واثلة بن الأسقع؟

فقال: من؟

قلت: حدثنا أبو صالح كاتب الليث: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث،

عن مكحول، قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع.

فقلت: كأنه أومأ برأسه، كأنه قبل ذلك " اهـ.

فانظر إلى أبي مسهر؛ كيف أن حكمه بإثبات السماع ونفيه ينبني على إسناد الرواية التي جاء فيها ذكر السماع، فليس كل ما جاء فيه لفظ السماع يقبله، حتى يكون إسناده صالحاً للاحتجاج به على ذلك.

وأحمد بن صالح المصري؛ له موقف مثل هذا الموقف، يدل على


(١) في " تقدمة الجرح والتعديل " (٢٩١-٢٩٢) .

<<  <   >  >>