للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتماد الأئمة في إثبات السماع على صحة الإسناد إلى المصرح.

قال أبو زرعة الدمشقي في " تاريخ " (١) :

" وسمعت أبا مسهر يُسأل عن مكحول: هل لقي أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لم يلق منهم أحداً؛ غير أنس بن مالك.

فقلت له: إنهم يزعمون أنه لقي أبا هند الداري؟

فقال: ما أدري.

قال أبو زرعة: فذكرت كلام أبي مسهر هذا لأحمد بن صالح ـ مقدمه دمشق سنة سبعة عشرة ومائتين، وهو يومئذ باق (٢) ـ، فحدثني عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع " اهـ.

قلت: وهذا ظاهر.

وكأن سؤال أبي حاتم السابق كان بعد سؤال أبي زرعة هذا؛ لأن أبا مسهر نفى هنا أن يكون مكحول لقي غير أنس؛ وهناك رضي أن يكون قد سمع من واثلة؛ لمقتضى نفس الرواية التي احتج بها أحمد بن صالح.

لكن؛ قد يعكر على هذا:

قول أبي حاتم (٣) :

" سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي


(١) " تاريخ " (١/٣٢٦ - ٣٢٧) .
(٢) يعني: أبا مسهر.
(٣) " المراسيل " لابنه (ص ٢١١) .

<<  <   >  >>