للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُعتبر بها، ولا يُستشهد بها، ولو كان الراوي ثقة.

وقد كان بإمكان هذين الإمامين أن يعتبرا هذا الإسناد إسناداً آخر للحديث، ومع ذلك فلم يفعلا، بل اعتبراه خطأ، وأعلاه بالإسناد الآخر المحفوظ، فمن يظن أن أي إسناد سالم من كذاب أو متهم أو متروك يصلح للاستشهاد، فهو من أجهل الناس بالعلم الموروث عن الأئمة والنقاد.

ومن ... ذلك:

حديث: أبي بكر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحر جملاً لأبي جهل.

رواه: أبو عبد الله الصوفي، عن سويد ابن سعيد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر.

قال الإمام الدارقطني (١) :

" وهَمَ فيه وهماً قبيحاً؛ والصواب: عن مالك، عن عبد الله ابن أبي بكر ـ مرسلاً ـ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والوَهْم فيه من الصوفي ".

قلت: والصوفي هذا ثقة، وثقه الدارقطني نفسه (٢) ، ومع هذا؛ فقد قضى بأن وهمه في هذا الحديث

" وهم قبيح ".

نعم؛ يرى الخطيب البغدادي، أن الوهم في هذا الحديث من سويد، وليس من الصوفي، وكذا ابن عبد البر، وهذا لا يدفع ما نستشهد به من صنيع الدارقطني.

لأن الصوفي ثقة عند الدارقطني، وقد ذهب هو إلى أنه أخطأ في هذا


(١) " العلل " (١/٢٢٦) .
(٢) " تاريخ بغداد " (٤/٨٦) .

<<  <   >  >>