المدونة فيها، إذ لم أقف على اختلاف ذي بال بينها وبين المصادر السابقة التي استقى منها ابن الأمين مادته، أو الكتب اللاحقة التي أفادت من الكتاب مما يدل على قيمتها، وعلى جودتها، ومما يبعث على الاطمئنان بها، ومكانته هذه خولت له أن يعد بحق من أمهات الكتب في هذا الميدان وأن يمثل درة ثمينة في عقد تراثنا الإسلامي العظيم، وأهميته هذه هي التي كانت الدافع والحافز وراء تحقيق الكتاب وإخراجه في هذه الرسالة، ووضعه بين أيدي المشتغلين في هذا الفن يستمدون منه بغيتهم، فوجوده في متناول الأيدي كأصل من أصول العلوم أمر ضروري.
أما ما ورد من نقول عن ابن الأمين التي جردها برهان الدين الحلبي وكتبها عبد العزيز الميمني حيث ورد في الورقة الأولى من «هوامش الاستيعاب»: (هذه الحواشي كما يظهر جرّدت من نسخة وقف عليها مجردها بخط إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي، وهو الذي جمع الحواشي من نسخة أبي الفتح ابن سيد الناس اليعمري، وأبي إسحاق ابن الأمين الذي يدعوه بكاتب الأصل، وقد ثبت خط إبراهيم على نسخته بالشرقية بحلب سنة ٨٠٦ هـ، وسمعها عليه رجال ذكرهم إبراهيم ص:٥، وروى الاستيعاب إبراهيم هذا عن شيخيه، وهما يرويانه عن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جابر بن محمد الوادي آشي، كتب ذلك عبد العزيز الميمني البعلبكي سنة ١٣٤٦ هـ) وهي مما لم تطمئن النفس إلى نسبتها لابن الأمين وذلك بعد دراسة هذه الهوامش وتحقيقها، وقد استغرق مني ذلك زمنا لغزارة مادة «هوامش الاستيعاب»، وذلك لأسباب:
من خلال الدراسة للمخطوط تبين لي-حسب اطلاعي المتواضع-أن أسماء بعض الشخصيات المدرجة في أسانيد المخطوط والمروية عن ابن الأمين، والتي يفترض أن يكون شيخه، قد توفي قبله.