للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويطمئن الله تعالى المؤمنين من ناحية تشريع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه لا يأمر إلا بالمعروف ولا ينهى إلا عن المنكر، وأنه يحل ما هو طيب ويحرم ما هو خبيث، قال تعالى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: ١٥٧] .

- والأحاديث الصحيحة التي تؤكد أهمية طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتمسك بسنته كثيرة:

منها: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي" ١.

ومنها: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبَى"، قالوا: يا رسول الله! ومَن يأبَى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبَى" ٢.

ومنها: حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي رواه أبو داود والترمذي من طريق شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن فقال له: "كيف تصنع إن عرض لك قضاء"؟ قال: أقضي بما في كتاب الله. قال: "فإن لم تجد"؟ قال: فبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث٣.

ومعظم المسلمين يحفظون الحديث الصحيح الذي حذر فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ترك سنته


١ ذكره السيوطي في جمع الجوامع "٢/ ١٠١٦"، والجامع الصغير "رقم ٣٢٨٢"، وعزاه للحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة.
٢ رواه البخاري في صحيحه: كتاب الاعتصام، باب الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- رقم "٧٢٨٠".
٣ سنن أبي داود "٤/ ١٨، ١٩" "١٨" كتاب الأقضية "١١" باب اجتهاد الرأي في القضاء - حديث رقم "٣٥٩٢"، "٣٥٩٣"، سنن الترمذي "٣/ ٣١٦، ٦١٧" "١٣" كتاب الأحكام "٣" باب ما جاء في القاضي كيف يقضي - حديث رقم "١٣٢٧"، "١٣٢٨"، وقال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بمتصل، وأبو عون الثقفي اسمه عبيد الله. اهـ. وقال الإمام البخاري عن إسناد هذا الحديث: "الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي، عن أصحاب معاذ، عن معاذ، روى عنه ابن عون، ولا يصح، ولا يُعرف بهذا، مرسل". التاريخ الكبير "٢/ ٢٧٧" ترجمة رقم "٢٤٤٩".
وممن ضعفه أيضًا ابن حزم، وعبد الحق كما في التلخيص الحبير "٤/ ١٨٣"، وكلام ابن حزم في الإحكام له "٧٧٣/ ٢" ... =

<<  <   >  >>