وقد اعتنى المحدثون بالإسناد إلى عمرو بن شعيب إلى أبيه إلى جده وقد ذكروا هذه الصحيفة "تهذيب التهذيب ٨/ ٥٤" ومعظمها في مسند الإمام أحمد بن حنبل "مسند عبد الله بن عمرو بن العاص". ويُروى أن مجاهد "ت١٠٢هـ" رأى هذه الصحيفة "طبقات ابن سعد ٢/ ٢/ ١٢٥"، "٤/ ٢/ ٨، ٩" أسد الغابة "٢/ ٢٣٤"، وذات مرة زار مجاهد عبد الله بن عمرو بن العاص وحاول أن يأخذ الصحيفة فمنعه، حرصًا من ابن عمرو عليها. أسد الغابة "٣/ ٢٣٤"، تقييد العلم "٨٤". ويُروى أن عبد الله بن عمرو اعتاد أن يحفظ الأحاديث المكتوبة في صندوق، وأنه سئل يومًا عن حديث فأخرج الكتاب من الصندوق وروى منه الحديث ردًّا على السؤال "مسند الإمام أحمد ١٠/ ١٧٢-١٧٤" تحقيق أحمد شاكر؛ بل يروى أنه كان لديه كتاب وصحيفة يحتويان على أحاديث للنبي، وأنه سلمهما لأبي راشد الحبراني لما طلب منه أن يروي له ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم "تقييد العلم ٨٥". ومما يؤكد تدوينه الأحاديث مبكرًا قول أبي هريرة: "ليس أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مني؛ إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب "سنن الدارمي ١/ ١٣٦" باب من رخص في كتابة العلم - حديث "٤٨٣"، وانظر تقييد العلم "٨٢"، جامع بيان العلم "١/ ٧٠". وقد سبق أن بينا أن أبا هريرة كان لا يكتب في البداية لأسباب ثم كتب بعد ذلك. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يملي الأحاديث على تلاميذه "فتح المغيث للسخاوي ٢١٦" تقييد العلم "٨٥، ١٨٢"، حتى أمن شوفا بن ماتع دوَّن كتابين من إملائه "خطط المقريزي ٢/ ٣٣٢"، وانظر ترجمة ابن ماتع في مشاهير علماء الأمصار "ص١٢١" رقم "٩٤٠"، وكان يملي من صحيفته أو من يعض سجلاته المكتوبة عنده فقد كان عنده عدد ضخم من الكتب "تذكرة الحفاظ ١/ ٣٦" - مسند أحمد "٢/ ١٧٦"، ويُروى أنه جمع فتاوى الخليفة عمر بن الخطاب "سنن الدارقطني ٤٥٣".