للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلم قديمًا قبل الهجرة وهو بأرض قومه على يد "الطفيل بن عمرو الدوسي"، وكان رجلًا شريفًا شاعرًا مضيافًا، وكانت قريش تعرف منزلته في قومه.

وهاجر من اليمن إلى المدينة في أيام فتح خيبر، وقد لازم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر حياته، وكان يلازمه في حله وترحاله في ليله ونهاره حتى حمل عنه الحديث الكثير ... وقد أسلمت أمه بعد الهجرة وفرح بإسلامها فرحًا شديدًا.

وقد أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء الحضرمي إلى البحرين؛ لنشر الإسلام وتعليم الناس أمور دينهم.

وكانت خيبر أول غزوة شارك فيها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم شهد جميع غزواته بعدها، وقاتل مع أبي بكر في حرب الردة، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ... " الحديث، وفيه المناقشة التي دارت بين أبي بكر وعمر، وفي آخره: "قال أبو هريرة: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدًا"١. ولما وُلِّيَ عمر استعمله على البحرين، ودافع عن عثمان في الفتنة.

وفي عهد "معاوية" ولاه على المدينة، كما ولى "مروان بن الحكم"، فكان إذا غضب من أبي هريرة ولى مروان، وإذا غضب من مروان ولى أبا هريرة.

ورَوى عنه نحو ثمانمائة من الصحابة والتابعين.

وتوفي بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة عن ثمانية وسبعين عامًا، وقيل: توفي "٥٨هـ"، وقيل: "٥٩ هـ".

لقد كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له، وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم٢.


١ مسند الإمام أحمد "١/ ١٨١" بإسناد صحيح.
٢ راجع "أبو هريرة راوية الإسلام" لمحمد عجاج الخطيب، و"دفاع عن أبي هريرة" لعبد المنعم صالح العلي.

<<  <   >  >>