للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقمة يطعمنيها١. وفي رواية: إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غرس بالوادي وصفق بالأسواق٢. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: "أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحفظنا لحديثه"٣. وفي رواية: "أنت كنت ألزمنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحفظنا لحديثه"٤.

وعن أشعث بن سُليم عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب "الأنصاري" يحدث عن أبي هريرة، فقيل له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدث عن أبي هريرة؟! فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع، وإني أن أحدث عنه أحب إليَّ من أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: ما لم أسمعه منه٥.

ومن أهم العوامل التي أتاحت له كثرة مسموعاته وضخامة مروياته ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم:

روى قيس بن حازم عن أبي هريرة: صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين، ما كنت سنوات قط أعقل مني، ولا أحب إليَّ أن أعي ما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهن٦.

ومن العوامل التي ساهمت في كثرة مسموعاته وأتاحت له كثرة رواياته:

- جرأته في سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال أُبي بن كعب: كان أبو هريرة جريئًا على النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن أشياء لا نسأله عنها٧.


١ طبقات ابن سعد "٤/ ٢/ ٥٧" ونحوه في مسند أحمد "١٢/ ١٧٥" رقم "٧١٨٨" بسند صحيح.
٢ طبقات ابن سعد "٢/ ٢/ ١١٨"، والبداية والنهاية "٨/ ١٠٧".
٣ المصدرين السابقين.
٤ سنن الترمذي "٥/ ٦٤٢" "٥٠" كتاب المناقب "٤٧" باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه - حديث رقم "٣٨٦٣"، وقال: هذا حديث حسن.
٥ البداية والنهاية "٨/ ١٠٩"، سير أعلام النبلاء "٢/ ٤٣٦".
٦ طبقات ابن سعد "٤/ ٢/ ٥٤".
٧ سير أعلام النبلاء "٢/ ٤٥١".

<<  <   >  >>