للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن العوامل أيضًا: المداومة على مراجعة ما يحفظ ويأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة: إني لأجزِّئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءًا للقرآن، وجزءًا أنام، وجزءًا أتذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم١.

- ثبات حفظه وقوة ذاكرته:

قال أبو الزعيزعة كاتب مروان: دعا مروان أبا هريرة فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير، وجعلت أكتب عنه، حتى إذا كان رأس الحول دعا به، فأقعده من وراء حجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخَّر٢، وقد شهد له بذلك الصحابة والتابعون وأهل العلم من بعدهم٣.

- هل وضع أبو هريرة الأحاديث كَذِبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قد اتهم عبد الحسين وأبو رية أبا هريرة بالكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إرضاء للأمويين ونكاية بالعلويين٤، وأبو هريرة بريء من كل هذا، وقد أوردا أخبارًا ضعيفة وموضوعة لا أصل لها٥.

مواقف عملية تتنافَى مع اتهامه بالكذب في السُّنة لأهواء شخصية:

هناك العديد من المواقف التي تحسب لأبي هريرة -رضي الله عنه- وتتنافى مع أي تهمة توجه إليه بالكذب أو التهاون في الحديث الشريف، ومنها ما يأتي:


١ تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة أبي هريرة "ص١٢٩" طبع دار صادر - بيروت.
٢ البداية والنهاية "٨/ ١٠٦"، سير أعلام النبلاء "٢/ ٤٣١".
٣ السنة قبل التدوين "ص٤٢٧"، وأبو هريرة راوية الإسلام "ص١٥٨".
٤ راجع: أبو هريرة لعبد الحسين "ص٣٥" وما بعدها، وأضواء على السنة المحمدية لأبي رية "ص١٩٠" وما بعدها.
٥ السنة قبل التدوين "ص٤٤١".

<<  <   >  >>