للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أنه كان معروفًا بكثرة العبادة والنسك والزهد، قال أبو هريرة: إني لأجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءًا للقرآن، وجزءًا أنام، وجزءًا أتذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم١.

الثاني: أنه عارض مروان بن الحكم -والي المدينة- يوم أراد المسلمون دفن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- مع جده سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال لمروان: تدَّخَّل فيما لا يعنيك؟!

الثالث: وقف ضد الثوار مع الصحابة يدافع عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

الرابع: وقف محايدًا في الفتنة التي قامت بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- ولم ينضم مع أحد الفريقين.

قال الدكتور رفعت فوزي: "وكان موضع ثقة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وكانت أحاديثه محل عناية الفقهاء وأئمة المجتهدين في مختلف أمصار الإسلام"٢.

ودخل رجل على "طلحة بن عبيد الله" فقال: يا أبا محمد، والله ما ندري! هذا اليماني -يعني أبا هريرة- أعلم برسول الله منكم، أو يقول على رسول الله ما لم يسمع أو ما لم يقل؟ فقال طلحة: والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إنا كنا قومًا أغنياء لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار ثم نرجع، وكان يدور معه حيثما دار، فما نشك أنه علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع.

وفي رواية: كان أبو هريرة رجلًا مسكينًا يلزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل معه، فوالله ما أشك أنه قد سمع ما لم نسمع، ولا نجد أحدًا فيه خير يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم٣.


١ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، ترجمة أبي هريرة "ص١٢٩" طبع دار صادر - بيروت.
٢ المدخل إلى توثيق السنة "ص٢١٢".
٣ العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل "١/ ٧٢".

<<  <   >  >>