كتاب شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو

باب الترخيم - فصل ٣ - ج: 2 - ص: 264

يقال: رجل همزة وامرأة همزة، وفي التنزيل: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [الهمزة: ١] . "ومسلمة" بفتح الميم، علم رجل، وليست التاء فيه للفرق بين المذكر والمؤنث، فتقول إذا رخمتهما على لغة من لا ينتظر: يا همز ويا مسلم، بالضم فيهما، إذ لا لبس بذلك، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٦١٨-

...................................... ... وجواز الوجهين في كمسلمه

"و" منها "أن نداءه مرخمًا أكثر من ندائه تامًّا" من غير ترخيم "كقوله"، وهو امرؤ القيس الكندي: [من الطويل]

٧٣٦-

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

أراد: يا فاطمة. و"أزمعت" بزاي وعين مهملة: أي أحكمت عزمك، والصرم: القطع، والإجمال: الإحسان.

"ولكن يشاركه في هذا" الحكم الأخير "مالك وغامر وحارث"، فترخيمهن أكثر من ترك الترخيم لكثرة استعمالهن في النداء. ووجه اختصاص ما فيه تاء التأنيث بذلك أنه لا يتوقف على كثرة استعماله، فافترقا.

---

٧٣٦- البيت لامرئ القيس في ديوانه ص١٢، والجنى الداني ص٣٥، وخزانة الأدب ١١/ ٢٣٢، والدرر ١/ ٣٧٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٨٩، وتاج العروس "عنز"، "زمع"، "دلل"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٦٧، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٨٤، ورصف المباني ص٥٢، وشرح الأشموني ٢/ ٤٦٧، وشرح المرادي ٤/ ٣٤، ومغني اللبيب ١/ ١٣، وهمع الهوامع ١/ ١٧٢.