للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فصل":

"تختص "كان" بأمور. منها: جواز زيادتها بشرطين:

أحدهما: كونها بلفظ الماضي"، لتعيين الزمان فيه دون المضارع. "وشذ قول أم عقيل" بن أبي طالب وهي ترقصه: [من الرجز]

١٧٤-

"أنت تكون ماجد نبيل" ... إذا تهب شمأل بليل

أنشده ابن مالك شاهدًا على ذلك١. فـ"أنت" مبتدأ، و"ماجد" خبره، و"تكون" زائدة بين المبتدأ والخبر، ونبيل" فعيل من النبالة، بمعنى: الفضل، خبر بعد خبر، و"شمأل" كجعفر: ريح تهب من ناحية القطب، و"بليل" كقتيل، بمعنى: مبلولة.

" الشرط "الثاني: كونها بين شيئين متلازمين، ليسا جارا ومجرورًا"، وليس المراد بزيادتها أنها لا تدل على معنى البتة، بل أنها لم يؤت بها للإسناد، وإلا فهي دالة على المضي، ولذلك كثرت زيادتها بين "ما" التعجبية وفعل التعجب، لكونه سلب الدلالة على المضي٢، "نحو: ما كان أحسن زيدًا" فـ"كان" زائدة بين المبتدأ وخبره. "و" قد تزاد بين الفعل ومرفوعه، نحو: "قول بعضهم: لم يوجد كان مثلهم". فزاد "كان" بين الفعل ونائب الفاعل تأكيدًا للمضي. "وشذ" زيادتها بين الجار والمجرور، ومنه "قوله": [من الوافر]


١٧٤- الرجز لأم عقيل في أوضح المسالك ١/ ٢٥٥، وتخليص الشواهد ص٢٥٢، وخزانة الأدب ٩/ ٢٢٥، ٢٢٦، والدرر ١/ ٢٢٦، وشرح ابن الناظم ص١٠٠، وشرح الأشموني ١/ ١١٨، وشرم ابن عقيل ١/ ٢٩٢، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٩، وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ١٢٠.
١ شرح التسهيل ١/ ٣٦٢.
٢ أجاز الفراء ذلك. انظر الارتشاف ٢/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>