للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنصوب على الاختصاص يشارك المنادى في ثلاثة أحكام:

أحدها: إفادة الاختصاص بالمتكلم، كما أن المنادى يفيد الاختصاص بالمخاطب.

والثاني: أن كل واحد منهما لا يكون إلا للحاضر.

والثالث١: أن الاختصاص واقع في معرض التوكيد، والنداء قد٢ يكون كذلك، كقولك لمن هو مصغ إليك: كان الأمر كذا يا فلان.

"ويفارق المنادى في أحكام" لفظية ومعنوية: فأما الأحكام اللفظية فأمور:

"أحدها: أنه ليس معه حرف نداء لا لفظًا ولا تقديرًا"، بخلاف المنادى فإنه لا يخلو عن ذلك.

"الثاني: أنه لا يقع في أول الكلام بل في أثنائه" أي وسطه، "كالواقع بعد: نحن" في المثال، وبعد "أنا" "في الحديث المتقدم"، وهذا الحديث بلفظ "نحن". قال الحافظ٣: غير موجود، وإنما الموجود في سنن النسائي الكبرى: إنا معاشر الأنبياء٤. كما شرحنا. "أو بعد تمامه" أي الكلام "كالواقع بعد "أنا" و"لنا"٥ في المثالين قبله" وهما "أنا أفعل كذا أيها الرجل" و"اللهم اغفر لنا أيتها العصابة" فالمخصوص وهو "أيها" في المثال الأول "أيتها" في المثال الثاني وقعا بعد تمام الكلام، لأن كلا من قولك "أنا أفعل كذا" و"اللهم اغفر لنا" كلام تام٦ بخلاف المنادى، فإنه يقع في أول الكلام، نحو: يا الله اغفر لنا.

"والثالث: أنه يشترط أن يكون المقدم٧ عليه اسما بمعناه" في التكلم والخطاب، "والغالب كونه" أي: [كون] ٨ المقدم على المخصوص "ضمير تكلم" يخصه أو يشارك فيه، فالأول نحو: أنا أفعل كذا أيها الرجل، والثاني نحو: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة.


١ في "ب": "والثايلث".
٢ في "ب": "فلا".
٣ في "أ": "الحافظ".
٤ السنن الكبرى للنسائي ٤/ ٦٤.
٥ في "ب"، "ط": "نا".
٦ سقطت من "ب".
٧ في "ب": "المتقدم".
٨ إضافة من "ط".

<<  <  ج: ص:  >  >>