للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأنه باب واحد كثر استعماله على منهاج واحد، فكان حقيقًا بالاتساع وإن فقد السماع. وبناؤه على الحركة لالتقاء الساكنين، وكانت كسرة على الأصل، وبنو أسد تفتحه إتباعًا وتخفيفًا. "و" وروده "بمعنى الماضي المضارع" المبدوء بالهمزة "قليل كـ: شتان، وهيهات".

فـ شتان: بفتح النون، وفي فصيح ثعلب١ أن الفراء كان يكسرها "بمعنى افترق"، كذا أطلق الجمهور وقيده الزمخشري٢ بكون الافتراق في المعاني والأحوال، قال ابن عمرون: كالعلم والجهل والصحة والسقم، قال: ولا تستعمل في غير ذلك، لا تقول: شتان الخصمان عن مجلس الحكم، ولا: شتان المتبايعان عن مجلس العقد، بمعنى افترقا عنه. انتهى.

وهيهات٣: حكى الصغاني فيها ستا وثلاثين لغة: هيهات، وأيهات، وهيهان، وأيهان، وهيهاه، وأيهاه، كل واحدة٤ من هذه الست مضمومة الآخر ومفتوحته ومكسورته، وكل واحدة منها منونة وغير منونة، فتلك ست وثلاثون.

وحكى غيره، هيهاك، وأيهاك، بكاف الخطاب. وأيهاء، وأيها، وهيهاء، فهذه إحدى وأربعون لغة، وكلهم بمعنى بعد.

"وأوه، وأف" فـ"أوه" "بمعنى أتوجع، و" أف"؛ وفيها أربعون لغة؛ ذكرتها في صدر الكتاب٥ وكلها بمعنى "أتضجر".

"و: وا، و: وي، و: واها"، الثلاثة٦ "بمعنى: أعجب" بفتح الهمزة، "كقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} " [القصص: ٨٢] فـ"وي": اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب" والكاف: حرف تعليل وأن: مصدرية مؤكدة, أي: أعجب لعدم فلاح الكافرين". هذا قول الخليل وسيبويه٧. وقال أبو الحسن٨ "وي" "بمعنى"٩ "أعجب"، والكاف: حرف خطاب، وقيل: الكاف للتشبيه بمعنى الظن، فهما كلمتان.


١ في فصيح ثعلب ٣١٣: "والفراء يخفض نون شتان". وانظر شرح الفصيح للزمخشري ص٦٢٤.
٢ في المفصل ص١٦١: "المعنى في شتان: تباين الشيئين في بعض المعاني والأحوال".
٣ سقطت من "ب".
٤ في "ب": "واحد".
٥ انظر ما تقدم في الجزء الأول من هذا الكتاب ص٣٨، ٣٩.
٦ بعده في "ط": "كلها".
٧ الكتاب ٢/ ١٥٤.
٨ الارتشاف ٣/ ٢٠٠.
٩ في حاشية يس ١/ ١٩٧: "الصواب أن يقال: كان للتشبيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>