للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أو كان" المضارع "حالا كقراءة ابن كثير: "لأقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ[القيامة: ١] ، وقول الشاعر": [من المتقارب]

٧٦٨-

يمينا لأبغض كل امرئ ... يزخرف قولا ولا يفعل

فـ"أقسم" في الآية و"أبغض" في البيت معناهما الحال لدخول اللام عليهما. وأنما لم يؤكدا بالنون، لكونها تخلص الفعل للاستقبال وذلك ينافي الحال.

"أو كان" المضارع "مفصولا من اللام" بمعموله أو بحرف تنفيس فالأول "مثل" قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} [آل عمران: ١٥٨] "و" الثاني "نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: ٥] فـ"يعطيك" على جواب القسم وهو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: ٣] والمعطوف على الجواب جواب.

وقول البيضاوي٢ تبعًا للزمخشري٣: واللام في: "ولسوف يعطيك" للابتداء، دخلت على الخبر بعد حذف المبتدأ، والتقدير: لأنت سوف يعطيك، لا للقسم، فإنها لا تدخل على المضارع إلا مع النون المؤكدة، مخالف لما عليه الجمهور من أن ذلك مع اتصال اللام بالفعل لا مع انفصاله عنها، فإذا حصل فصل بينهما امتنعت النون وثبتت لام القسم وحدها كقوله: [من الخفيف] .

٧٦٩-

فوربي لسوف يجزى الذي أسـ ... ـلفه المرء سيئا أو جميلا

أنشده ابن مالك شاهدًا على ذلك.

" الحالة "الثانية: أن يكون" توكيده بهما "قريبًا من الواجب، وذلك إذا كان" المضارع "شرطًا لـ: أن" الشرطية "المؤكدة بـ: ما" الزائدة "نحو: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ} [الأنفال: ٥٨] من الأجوف، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ} [الزخرف/ ٤١] من السالم، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ} [مريم: ٢٦] من الناقص، "ومن ترك توكيده قوله": [من البسيط]


١ هي قراءة ابن كثير وقنبل والحسن والأعرج والبزي والزهري والقواس. انظر الإتحاف ص٤٢٨، ومعاني القرآن للفراء ٣/ ٢٠٧، والنشر ٢/ ٢٨٢، وشرح ابن الناظم ص٤٤٢.
٧٦٨- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٩٥، وشرح الأشموني ٢/ ٤٩٦، وشرح التسهيل ٣/ ٢٠٨، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٣٨.
٢ أنوار التنزيل ٤/ ١٨٨.
٣ الكشاف ٤/ ٢١٩، وانظر شرح ابن الناظم ص٤٤١.
٧٦٩- البيت بلا نسبة في شرح التسهيل ٣/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>