للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعترض بأن تحريكها يخرجها عن وضعها فالوجه منعها بعد الألف "وأشار ابن الحاجب إلى جوابه بأن الثقيلة هي الأصل، والخفيفة فرعها، وأدخلت الألف مع الثقيلة فتلزم مع الخفيفة وإن لم تجتمع النونات، لئلا يلزم للفرع مزية على الأصل".

واعترضه التفتازاني بأن أصالة الثقيلة إنما هي عند الكوفيين١، مع أن الفرع لا يجب أن يجري على الأصل في جميع الأحكام. ا. هـ.

ولك أن تقول نصرة لابن الحاجب: المجيز لوقوع الخفيفة بعد الألف هو يونس والكوفيون، وهم القائلون بأصالة الشديدة وفرعية الخفيفة.

قال الشاطبي: والحجة لهم فيما ذهبوا إليه، أن الخفيفة مخففة من الثقيلة، وقد أجمع الجميع على أن الثقيلة تدخل هنا بعد الألف، فكذا الخفيفة. ا. هـ. فهذا فرع جار على أصلهم.

الحكم "الثالث" من أحكام الخفيفة: "أنها تحذف قبل الساكن"، وإلى ذلك يشير الناظم:

٦٤٦-

واحذف خفيفة لساكن ردف ... ...................................

"كقوله"، وهو الأضبط بن قريع، وهو جاهلي قديم قبل الإسلام بنحو خمسمائة سنة: [من الخفيف]

٧٨١-

لا تهين الفقير علك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه

فحذف نون التوكيد الخفيفة لالتقاء الساكنين، وأبقى الفتحة دليلا عليها، "وأصله: لا تهينن"، من الإهانة، وكنى بالركوع عن انحطاط الحال.

الحكم "الرابع" من أحكام الخفيفة: "أنها تعطى في الوقف حكم التنوين، فإن وقعت بعد فتحة قلبت ألفًا"، وإلى ذلك يشير قول الناظم:

٦٤٨-

وأبدلنها بعد فتح ألفا ... وقفًا.....................

"كقوله تعالى: "لَنَسْفَعًا" [العلق: ١٥] "وَلِيَكُونًا" [يوسف: ٣٢] ، وقول الشاعر"، وهو الأعشى ميمون: [من الطويل]


١ شرح التفتازاني ص١٧.
٧٨١- تقدم تخريج البيت برقم ٧٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>