للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وينقسم البارز إلى:

متصل" بعامله، "وهو ما لا يفتتح به النطق، ولا يقع بعد: إلا كياء: ابني، وكاف: أكرمك، وهاء: سليه ويائه"، وهذا معنى قول الناظم:

٥٥-

وذو اتصال منه ما لا يبتدا ... ولا يلي إلا اختيارا أبدا

٥٦-

كالياء والكاف من ابني أكرمك ... والياء والهاء من سليه ما ملك

وشملت هذه الأمثلة أنواع الضمير الثلاثة؛ من المتكلم والمخاطب والغائب، ومحاله الثلاثة؛ من الرفع والنصب والجر، فالياء من ابني للمتكلم، ومحلها جر، والكاف من أكرمك للمخاطب، ومحلها نصب، والياء من سليه للمخاطبة، ومحلها رفع على الفاعلية. والهاء من سلنيه للغائب، ومحلها نصب على المفعولية، والحاصل أن الياء والكاف والهاء لا يبتدأ بشيء من منها، ولا تقع بعد إلا، "وأما قوله": [من البسيط]

٥٢-

وما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... "أن لا يجاورنا إلاك ديار"

"فضرورة"، والقياس: إلا إياك، ولكنه اضطر فحذف "إيا" وأبقى "الكاف"، أو أوقع المتصل موقع المنفصل، و"ما" الأولى نافية، و"ما" الثانية زائدة؛ لا مصدرية؛ لأن "إذا" الشرطية مختصة بالجمل الفعلية، و"نبالي": من المبالاة؛ بمعنى الاكتراث، و"جارتنا": خبر "كان"، من الجوار، و"أن": مصدرية، و"ديار": بمعنى أحد، فاعل "يجاورنا"، وأن وصلتها: مفعول "نبالي"، وهي مفرد لا جملة، و"إلا": حرف إيجابي، والكاف في موضع نصب على الاستثناء لتقدمه على المستثنى منه وهو ديار، والمعنى: إذا كنت جارتنا فلا نكترث بعدم مجاورة أحد غيرك. وأجاز ابن الأنباري وقوع المتصل بعد "إلا" مطلقا، ومنعه المبرد مطلقا؛ وأنشد مكان "إلاك" "سواك"، ويحتاج إلى الجواب عن قول الشاعر: [من الطويل]

٥٣-

أعوذ برب العرش من فئة بغت ... علي فما لي عوض إلاه ناصر

فأوقع الهاء المتصلة موقع "إياه".


٥٢- البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٢٩، وأمالي ابن الحاجب ص٣٨٥، وأوضح المسالك ١/ ٨٣، وتخليص الشواهد ص١٠٠، وخزانة الأدب ٥/ ٢٧٨، ٢٧٩، ٣٢٥، والخصائص ١/ ٣٠٧، ٢/ ١٩٥، والدرر ١/ ٨٤، وشرح الأشموني ١/ ٤٨، وشرح شواهد المغني ٨٨٤، وشرح ابن عقيل ١/ ٩٠، وشرح المفصل ٣/ ١٠١، ومغني اللبيب ٢/ ٤٤١، والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٣، وهمع الهوامع ١/ ٥٧، وشرح ابن الناظم ص٣٤.
٥٣- البيت بلا نسبة في الدرر ١/ ٨٤، وشرح ابن عقيل ١/ ٨٩، والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>