للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تأويل الفعل. و"المعتر"، بالعين المهملة والتاء المثناء فوق: المعترض للمعروف.

و"الأتراب" جمع ترب، بكسر التاء المثناة فوق وسكون الراء، وترب الرجل: من يولد في الوقت الذي ولد١ فيه، فيساوي في السن٢.

والمعنى: لولا توقع من يصرف عن فعل المعروف، وإرضاؤه، ما آثر الشاعر المساوي لغيره في السن، على المساوي له في سنه. "وقوله"، وهو أنس بن مدركة الخثعمي: [من البسيط]

٨٣٥-

إني وقتلي سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر

فـ"أعقله": مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة جوازًا بعد "ثم"، و"أن أعقله": في تأويل مصدر معطوف على قتلي، والتقدير: وقتلي سليكا ثم عقلي إياه. وقتلي ليس في تأويل الفعل. وسليكا، بالتصغير، اسم رجل، مفعول قتلى، وكالثور: خبر أن، والمراد بالثور ذكر البقر لأن البقر تتبعه، فإذا عاف الماء، عافته، فيضرب ليرد الماء لترد معه.

وقيل: المراد بالثور, ثور الطحلب، وهو الذي يعلو على الماء، فيصد البقر عنه، فيضربه صاحب البقر ليفحص عن الماء فيشربه، والمناسب للتشبيه، الأول, الغرض من وقوع الفعل به تخويف غيره.

واحترز الموضح بقوله: ليس في تأويل الفعل، عن الاسم الواقع صلة للألف واللام، فإنه في تأويل الفعل. "وتقول: الطائر فيغضب زيد الذباب٣، بالرفع" في يغضب "وجوبًا لأن الاسم" وهو طائر "في تأويل الفعل"، و"أل" الداخلة عليه اسم موصول مرفوع بالابتداء, نقل إعرابها إلى ما بعدها لكونها على صورة الحرف. ويغضب زيد: جملة معطوفة على صلة "أل", ولعطفها بالفاء، لم تحتج لرابط، والذباب: خبر المبتدأ. وصح عطف الفعل في الاسم. لأن الاسم هنا في تأويل الفعل لكونه صلة


١ في "ب"، "ط": "يولد".
٢ في "ب"، "ط": "سنه".
٨٣٥- البيت لأنس بن مالك في الأغاني ٢٠/ ٣٥٧، والحيوان ١/ ١٨، والدرر ٢/ ٢٧، واللسان ٤/ ١٠٩، "ثور"، ٨/ ٣٨٠ "وجع" ٩/ ٢٦٠ "عيف" والمقاصد النحوية ٤/ ٣٩٩، بلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٩٥، وخزانة الأدب ٤/ ٤٦٢، وشرح ابن الناظم ص٤٨٩، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧١، والمقرب ١/ ٢٧٣، وشرح شذور الذهب ص٣١٦، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٥٩، وهمع الهوامع ٢/ ١٧.
٣ شرح ابن الناظم ص٤٨٩، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>