للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقول: ثلاث سحابات؛ بترك التاء؛ اعتبارًا بالسحابة فإنها مؤنثة، "ولا يعتبر من حال الواحد حال لفظه" في التأنيث والتذكير "حتى يقال: ثلاث طلحات؛ بترك التاء" نظرا إلى تأنيث لفظ واحده وهو: طلحة، "ولا" يعتبر "حال معناه" تذكيرًا وتأنيثًا، "حتى يقال: ثلاث أشخص؛ بتركها" أيضًا؛ نظرًا إلى تأنيث معنى واحده وهو شخص، "تريد: نسوة"، لأن الشخص يقع على المذكر والمؤنث١. "بل ينظر إلى ما يستحقه المفرد باعتبار ضميره، فيعكس حكمه في العدد، فكما تقول: طلحة حضر، وهند شخص جميل, بالتذكير فيهما تقول: ثلاثة طلحات، وثلاثة أشخص؛ بالتاء فيهما؛ فأما قوله" وهو عمر بن أبي ربيعة: [من الطويل]

٨٧٤-

فكان مجني دون من كنت أتقى ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

"فضرورة".

وكان القياس فيه: ثلاثة شخوص؛ بالتاء؛ ولكنه كنى بالشخوص عن النساء. "والذي سهل ذلك قوله: كاعبان ومعصر"، أي: هن كاعبان ومعصر، "فاتصل باللفظ ما يعضد المعنى المراد" وهو التأنيث. "ومع ذلك فليس بقياس خلافًا للناظم"، بل قال٢: إن اقترن باللفظ ما يرجح جانب المعنى، ترجح. والكاعب: الجارية حين يبدو ثديها للنهود. والمعصر؛ بضم الميم وكسر الصاد المهملة، الجارية أول ما أدركت، سميت بذلك لكونها دخلت في عصر الشباب، قاله الخليل. "وإذا كان المعدود صفة" منونا موصوفها، "فالمعتبر" في التذكير والتأنيث "حال الموصوف المنوي لا حالها". فإن كان الموصوف مذكرًا، أنث العدد، وإن كان مؤنثًا ذكر. "قال الله تعالى": {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠] بترك التاء؛ لأن الموصوف مؤنث، "أي: عشر حسنات أمثالها، ولولا ذلك" الاعتبار "لقيل: عشرة" بالتاء "لأن المثل" الذي هو


١ في شرح ابن الناظم ص٥١٩: "الشخص مؤنثة"، وفي الكتاب ٣/ ٥٦٢: "الشخص اسم مذكر".
٨٧٤- البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص١٠٠، والأشباه والنظائر ٥/ ٤٨، ١٢٩، والأغاني ١/ ٩٠، وأمالي الزجاجي ص١١٨، والإنصاف ٢/ ٧٧٠، وخزانة الأدب ٥/ ٣٢١٠، ٣١٢، ٧/ ٣٩٤، ٣٩٦، ٣٩٨، والخصائص ٢/ ٤١٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٦٦، وشرح شواهد الإيضاح ٣١٣، والكتاب ٣/ ٥٦٦، ولسان العرب ٧/ ٤٥، "شخص"، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٣، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٠٤، وأوضح المسالك ٤/ ٢٥١، وشرح ابن الناظم ص٥١٩، وشرح الأشموني ٣/ ٦٢٠، وشرح عمدة الحافظ ص٥١٩، وعيون الأخبار ٢/ ١٧٤، والمقتضب ٢/ ١٤٨، والمقرب ١/ ٣٠٧.
٢ شرح الكافية الشافية ٣/ ١٦٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>