للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٩-

إن وجدت الصديق حقا لإيا ... ك فمرني فلن أزال مطيعا

أو أن يكون منادى، نحو: يا إياك، ويا أنت.

أو أن ينصبه عامل في مضمر قبله غير مرفوع أن أتحدث رتبته، نحو: "ظننتني إياي"، وسيأتي.

أو أن "يتقدم الضمير على عامله، نحو {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: ٤] ، أو" يتأخر عن عامله "يلي إلا" لفظا، نحو: {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف: ٤٠] .

أو معنى، نحو: إنما قام أنا، "ومنه قوله" وهو الفرزدق: [من الطويل]

٦٠-

أنا الذائد الحامي الذمار "وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي"

"لأن" "أنا" ولي "إلا" في المعنى؛ لأن "المعنى: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا"، أو مماثلي في إحراز الكمالات. ولما كان غرضه أن يحصر المدافع لا المدافع عنه؛ فصل الضمير وأخره، ولو وصله وقال: وإنما أدافع عن أحسابهم، لصار المعنى: أنه يدافع عن أحسابهم؛ لا عن أحساب غيرهم. وذلك غير مقصود، ولا يصح حمله على الضرورة؛ لأنه كان يصح أن يقال: إنما أدافع عن أحسابهم أنا، على أن يكون "أنا" توكيدا، وليست "ما" موصولة، و"أنا" خبر إن، إذ لا ضرورة في العدول عن لفظ "من" إلى لفظ "ما"، وما نقل عن سيبويه من امتناع فصل الضمير بعد "إنما"؛ محمول على أنه لا يرى الحصر بـ"إنما"، وخولف في ذلك.

والذائد؛ بذال معجمة أوله؛ ومهملة آخره: من ذاد يذود: إذا منع، أو من الذود وهو الطرد. يقال: رجل ذائد أي: حامي الحقيقة, والحامي هنا تفسير للذائد، وهو اسم فاعل من الحماية، وهي الدفع، والذمار؛ بكسر الذال المعجمة وتخفيف الميم: وهو ما لزم الشخص حفظه مما وراءه ويتعلق به. والأحساب: جمع حسب؛ بفتح السين. "قال شَمَر: الحسب: الفعل الحسن للرجل ولآبائه؛ مأخوذ من الحساب، كأنهم يحسبون مناقبهم


٥٩- البيت بلا نسبة في الدرر ١/ ١٠٣، والمقاصد النحوية ١/ ٣٠١، وهمع الهوامع ١/ ٦٣.
٦٠- البيت للفرزدق في ديوانه ٢/ ١٥٣، وتذكرة النحاة ص٨٥، والجنى الداني ص٣٩٧، وخزانة الأدب ٤/ ٤٦٥، والدرر ١/ ٩٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٨، ولسان العرب ١٥/ ٢٠٠ "فلا"، والمحتسب ٢/ ١٩٥، ومعاهد التنصيص ١/ ٢٦٠، ومغني اللبيب ١/ ٣٠٩، والمقاصد النحوية ١/ ٢٧٧، ولأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص٤٨، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١١١، ١١٤، ٧/ ٢٤٢، وأوضح المسالك ١/ ٩٥، ولسان العرب ١٣/ ٣١ "أنن"، وهمع الهوامع ١/ ٦٢، وتاج العروس "ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>