للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن لم يفتح وقف بالسكون, ولم يأت بها السكت لعدم فائدتها, قال الجاربردي١: و"ضربني" مثل "غلامي" في جواز الوجهين، وكذا يقال حال الوقف: "أكرمتك" بالإسكان، و"أكرمتكه"، فمن ألحق الهاء آثر أن لا يجحف بالكلمة بجعلها على حرف واحد ساكن، مع أنه في التقدير منفصل إذ هو ضمير المفعول, ومن أسكن فلامتزاجه بالفعل حتى لا يلفظ به منفردًا انتهى.

"ولا تدخل" هاء السكت "في نحو: جاء زيد، لأنه معرب" بالحركات وحركة الإعراب تعرف بالعامل، فلا يحتاج إلى بيان بهاء السكت، وشذ "أعطني أبيضه"، حكاه سيبويه٢، وقال: أراد: أبيض، فضعف وألحق الهاء.

وتلحق المثنى والمجموع على حده، نحو: "مسلمانه، ومسلمونه" لأن إعرابهما بالحروف، وليست حركة النون بإعراب، قال ابن الضائع: وغلط ابن خروف في المنع.

"ولا" تدخل هاء السكت "في نحو: اضرب، ولم يضرب، لأنه ساكن"، وهاء السكت إنما تدخل لبيان الحركة. "ولا في نحو: لا رجل" بالفتح، "و: يا زيد، و: {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: ٤] بالضم فيهن. "لأن بناءهن عارض" غير دائم، فالحركة فيهن شبيهة بحركة الإعراب لعروضها بسبب شيء يشبه العامل، فلا تدخل هاء السكت، "وشذ قوله وهو أبو ثروان: [من الرجز]

٩٣٥-

يا رب يوم لي لا أظلله ... أرمض من تحت وأضحى من عله

"فلحقت ما بني بناء عارضًا، فإن "عل" من باب "قبل"، و"بعد"، قاله الفارسي والناظم, وفيه بحث مذكور في باب الإضافة" فليراجع.

و"أظلل، وأرمض، وأضحى" مبنية للمجهول، وقيل: الهاء في "عله" بدل من الواو والأصل" علو".


١ شرح الشافية ٢/ ٢٧٥.
٢ الكتاب ٤/ ١٧٢.
٩٣٥- الرجز لأبي الهجنجل في شرح شواهد المغني ١/ ٤٤٨، ولأبي ثروان في المقاصد النحوية ٤/ ٤٥٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٣٥، وجمهرة اللغة ص١٣١٨، وخزانة الأدب ٢/ ٢٩٧، والدرر ١/ ٤٣٦، ٢/ ٥٦٧، وشرح ابن الناظم ص٥٧٧، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٣، ٣/ ٧٦٠، وشرح عمدة الحافظ ص٩٨١، وشرح المفصل ٤/ ٨٧، ومغني اللبيب ١/ ١٥٤، وهمع الهوامع ١/ ٢٠٣، ٢/ ٢١٠، والمخصص ١٤/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>