للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد تبدل من الياء المخففة حملا على المشددة كقوله: [من الرجز]

٩٤٥-

لاهم إن كنت قبلت حجتج ... فلا يزال شاحج يأتيك بج

أقمر نهات ينزى وفرتج

يريد: اللهم إن كنت قبلت حجتي، فلا يزال يأتي بي شاحج هذه صفته والشاحج، بمعجمة فمهملة، فجيم، من شمج البغل أي صوت، والأقمر: الأبيض، والنهات: النهاق، وينزى: يحرك، وفرتج: أي وفرتي، وهي الشعر إلى شحمة الأذن، "وهدأت: سكنت" من السكون ضد الحركة، قال: يعقوب١: أهدأت الصبي إذا جعلت تضرب عليه رويدًا لينام، "وموطيًّا" حال من التاء في "هدأت"، وهو اسم فاعل "من أوطأته جعلته وطيئًا" إلا أنك خففت همزته بإبدالها ياء لانفتاحها وانكسار ما قبلها، "والياء فيه بدل من الهمزة، وذكره الهاء" في النظم٢ "زيادة على ما في التسهيل٣، وجمعها فيه في" هجاء قولك: "طويت دائمًا" وفيه مناقشة من ثلاثة أوجه: إسقاط الهاء كما مر، وتكرار الألف، وإعمال الماضي في "دائمًا"، وهو مثل "أبدًا"، قاله الموضح في الحواشي. "ثم إنه" لما ذكر الهاء "لم يتكلم هنا"، أي في باب الإبدال، "عليها، مع عده إياها" فيه، "ووجهه"، أي وجه عدم تكلمه عليها هنا، "أن إبدالها من غيرها إنما يطرد في الوقف على نحو: رحمه ونعمه، وذلك مذكور في باب الوقف" فاستغنى به. "وأما إبدالها من غير التاء فمسموع" لا يقاس عليه "كقولهم" في: إياك "هياك، و" في: لأنك قائم "لهنك قائم، و" في: أرقت الماء "هرقت الماء، و" في: أردت الشيء "هردت الشيء، و" في: أرحت الدابة "هرحت الدابة"، فأبدلوا في الجميع الهاء من الهمزة لاتفاقهما مخرجًا، لأنهما من أقصى الحلق.


٩٤٥- الرجز لرجل من اليمانيين في الدرر ١/ ٣٩١، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٧٠، وبلا نسبة في لسان العرب ٢/ ٢٠٥ "ج"، ٥/ ٢٤١ "نهز", ١٠/ ١٠٣ "دلق" ١٢، ٢٠٦ "دلقم"، والارتشاف ٣/ ١٢٦، والدرر ٢/ ٥١٢، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٧٧، وشرح ابن الناظم ص٥٩٥، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٩، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٨٧، وشرح شواهد الشافية ص٢١٥، وشرح المفصل ٩/ ٧٥، ١٠/ ٥٠، ومجالس ثعلب ١/ ١٤٣، والمحتسب ١/ ٧٥، والمقرب ٢/ ١٦٦، والممتع في التصريف ١/ ٣٥٥، ونوادر أبي زيد ص١٦٤، وهمع الهوامع ١/ ١٧٨، ٢/ ١٥٧، وتاج العروس ٥/ ٣٩٥، "ج"، ١٥/ ٣٦٤ "نهز" ٢٥/ ٣٠٣ "دلق"، "دلم" ومقاييس اللغة ٤/ ٢٩.
١ إصلاح المنطق ص٢٧٦.
٢ يقصد قوله في الألفية:
أحرف الابدال هدأت موطيا ... فأبدل الهمزة من واو ويا
٣ التسهيل ص٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>