للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجمهور، وخالف في ذلك الأخفش والزجاج١، فذهبا إلى منع الإبدال في المفرد لخفته بخلاف الجمع.

"وهنا مسألة خاصة بالواو، اعلم أنه إذا اجتمع واوان، وكانت الأولى مصدرة" في أول الكلمة، "والثانية إما متحركة" مطلقًا "أو ساكنة متأصلة الواوية أبدلت الواو الأولى همزة" وجوبًا لأمرين:

أحدهما: أن التضعيف في أول الكلمة قليل، وإنما جاء منه أحرف معلومة كـ"ددن" فلما قل التضعيف بالحروف الصحاح في أول الكلمة امتنع في الواو لثقلها.

والثاني: أنهم لما كانوا يجيزون البدل في "وجوه" ونحوه، وهي واو مفردة لأجل أنها بالضمة كالواوين، كانوا خلقاء أن يلتزموا الإبدال إذا وجد الواوان، لأن الواوين أثقل من واو وضمة. وهذان التعليلان لسيبويه٢، ويدخل تحت ذلك صورتان:

إحداهما: أن تكون الواو الثانية متحركة.

والصورة الثانية: أن تكون الواو الثانية متأصلة الواوية "فـ" الصورة "الأولى نحو جمع: واصلة وواقية، تقول: أواصل وأواق"، كـ"ضاربة وضوارب"، "وأصلهما: وواصل، وواق"، بواوين، فأبدلت الواو الأولى همزة، وأعل "أواق"، إعلال "قاض"، فإذا دخلت عليه "أل" ثبتت ياؤه كقوله: [من الخفيف]

٩٤٩-

ضربت صدرها إلى وقالت ... يا عديا لقد وقتك الأواقي

"و" الصورة "الثانية نحو: الأولى، أنثى، الأول"، مقابل "الآخر" بالكسر "أصلها، "وولي" بواوين أولهما فاء مضمومة، والثانية عين ساكنة" متأصلة الواوية، قلبت الواو الأولى همزة لما مر، وجمعها: "أول" وأصله: "وول"، ففعل به ما تقدم.

"بخلاف نحو: ووفي، وووري" مبنيتين للمفعول. "فإن" الواو الأولى لا يجب أن تبدل همزة، لأن الواو "الثانية ساكنة منقلبة عن ألف: فاعل" بفتح العين، وهو "وافى، و: وارى"، فليست متأصلة الواوية، لأنها بدل من ألف زائدة.


١ الارتشاف ١/ ١٢٧.
٢ الكتاب ٤/ ٤٣١.
٩٤٩- البيت للمهلهل بن ربيعة في خزانة الأدب ٢/ ١٦٥، والدرر ١/ ٣٨٧، وسمط اللآلي ١١١، واللسان ١٥/ ٤٠٤ "وقي"، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١١، والمقتضب ٤/ ٢١٤، ولعدي أخي المهلهل في تاج العروس "وقى"، وبلا نسبة في رصف المباني ١٧٧، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٨٠٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٨، وشرح شذور الذهب ص١٤٦، وشرح المفصل ١٠/١٠، والمنصف ١/ ٢١٨، وهمع الهوامع ١/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>