للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ومن "ضرب" اضطرب"، والأصل: "اضترب"، أبدلت التاء طاء، "ولا تدغم" الضاد في الطاء، "لأن الضاد" المعجمة "حرف مستطيل"، فإدغامه في غيره يفوت استطالته، وجاء قليلا: "اصلح، واضرب"، بقلب الثاني إلى الأول. ثم الإدغام.

قال التفتازاني، وهذا عكس الإدغام١، فعل رعاية لصفير الصاد، واستطالة الضاد. "ومن "طهر" بالطاء" المهملة؛ "اططهر"، والأصل: "اطتهر"، أبدلت التاء طاء. "ثم يجب الإدغام لاجتماع المثلين". وهما الطاءان، "في كلمة" واحدة "وأولهما ساكن"، ولا مانع من الإدغام، "ومن: ظلم" بالمعجمة. "اظطلم"، بمعجمة فمهملة، والأصل: "اظتلم"، أبدلت التاء طاء، "ثم لك ثلاثة أوجه":

"الإظهار" على الأصل.

"والإدغام مع إبدال الأول"؛ وهو الظاء المعجمة؛ طاء مهملة "من جنس الثاني" على القياس.

"ومع عكسه"، وهو إبدال الثاني؛ وهو الطاء المهملة؛ ظاء معجمة؛ من جنس الأول كما هو عكس القياس، فهذه ثلاثة أوجه. "وقد روي بهن قوله"، وهو زهير بن أبي سلمى، يمدح هرم بن سنان المزني: [من البسيط]

٩٦٥-

هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوًا ويظلم أحيانًا فيظلم

روي "فيطلم" بتشديد المهملة، "ويظلم"، بتشديد المعجمة، و"فيظطلم" بالإظهار، وروي فيه وجه رابع، وهو "ينظلم" على زنه "ينقطع"، قاله الجيلي، والمعنى أن هرمًا هو الجواد الذي يعطيك عطاءه عفوًا، أي بسهولة ولا يمن به، ولا يمطل سائله، ويظلم أحيانًا؛ بالبناء للمجهول؛ أي يطلب منه في غير موضع الطلب، فيظلم، أي: فيحتمل ذلك ممن سأله، ولا يرد من استجداه في الأوقات التي مثله يطلب فيها، وفي الأوقات التي مثله لا يطلب فيها، قاله الجاربردي٢.


١ سقط من "ب".
٩٦٥- البيت لزهير أبي سلمى في ديوانه ١١٩، والاقتضاب ص٣١٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢١٩، والسمط ٤٦٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٠٣، وشرح شواهد الشافية ٤٩٣، وشرح المفصل ١٠/ ٤٧، ١٤٩، والكتاب ٤/ ٤٦٨، ولسان العرب ١٢/ ٣٧٧١ "ظلم" والمقاصد النحوية ٤/ ٥٨٢، ومقاييس اللغة ٣/ ٤٦٩، وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ١٤١، وأوضح المسالك ٣/ ٣٩٩، ولسان العرب ١٣/ ٢٧٣ "ظنن"، وشرح الأشموني ٣/ ٨٧٣، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٨٩.
٢ شرح الشافية ٢/ ٥٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>