للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وبنو تميم لا يأتون باللام مطلقا" لا في مفرد ولا في مثنى ولا في جمع، حكاه الفراء عنهم، وتقييد الجمع بلغة من مده احترازا من لغة من يقصره غير التميميين، كقيس وربيعة وأسد، فإنهم يأتون باللام، قال شاعرهم: [من الطويل]

٨٩-

أُولالك قومي لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا أولالكا

و"الأشابة" بضم الهمزة؛ وبالشين المعجمة والباء الموحدة: واحدة الأشائب، وهم الأخلاط من الناس، و"الضليل" بكسر الضاد المعجمة وتشديد اللام: الكثير الضلال، وما ذهب إليه من أن اسم الإشارة له مرتبتان قربى وبعدى لا غير؛ تبع فيه الناظم؛ وخالفه في شرح اللمحة فقال: والمشار إليه إما قريب المسافة أو متوسطها أو بعيدها، فللمفرد المذكر: "ذا": للقريب، و"ذاك": للمتوسط، و"ذلك": للبعيد، ولمثناه: "ذان": للقريب، و"ذانك": للمتوسط، و"ذانك" بتشديدها: للبعيد، ولجمعه: "أولا": لقريب؛ يمد ويقصر، و"أولاك" بالقصر: للمتوسط، و"أولئك" بالمد: للبعيد، وللمفرد المؤنث: "ذي وتي": للقريب، و"تيك": للمتوسط، و"تلك": للبعيد، ولمثناه: "تان": للقريب، و"تانك" بالتخفيف: للمتوسط، و"تانك" بالتشديد: للبعيد، ولجمعه: "أولا": للقريب، و"أولاك": للمتوسط، و"أولئك" للبعيد. ا. هـ.

وقد يتجوز في اسم الإشارة بالنسبة إلى المرتبة وبالنسبة إلى المسمى، فالأول: نيابة ذي البعد عن ذي القرب، نحو: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: ٢] ، والثاني: نيابة ما للواحد عما للاثنين وعما للجمع، فالأول: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: ٦٨] أي: بين ذلك، أي: بين الفارض والبكر، كقول لبيد: [من الكامل]

٩٠-

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد

ولا ينوب ما للاثنين أو للجماعة عما للواحد.


٨٩- البيت للأعشى في شرح المفصل ١٠/ ٦، ولأخي الكلحبة في خزانة الأدب ١/ ٣٩٤، ونوادر أبي زيد ص١٥٤، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص٣٨٢، والدرر ١/ ١٢٨، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٢٢، والصاحبي في فقه اللغة ص٨٤، واللامات ص١٣٢، ولسان العرب ١٥/ ٤٣٧ "أولى"، والمنصف ١/ ١٦٦، ٣/ ٢٦، وهمع الهوامع ١/ ٧٦.
٩٠- البيت للبيد في ديوانه ص٣٥، وخزانة الأدب ٢/ ٢٥١، وشرح التسهيل ١/ ٢٤٩، ولسان العرب ١/ ٧٥٩، "نصب" والمحتسب ١/ ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>