للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"بخلاف الخبر المفرد"، فإنه لا يصلح للوصل على حدته، ولا فرق في ذلك بين صلة "أي" وغيرها، فـ"أي" "نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} " [مريم: ٦٩] ، فأشد: خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أشد، وذلك المبتدأ هو العائد، وخبره مفرد وهو أشد. "و" غير "أي" نحو: " {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} " [الزخرف: ٨٤] ، فإله: خبر مبتدأ محذوف تقديره هو إله، وذلك المبتدأ هو العائد؛ وخبره مفرد وهو إله، وفي السماء: متعلق بإله؛ لأنه بمعنى معبود. "أي: هو إله في السماء، أي: معبود فيها"، ولا يجوز تقدير إله مبتدأ مخبرا عنه بالظرف. أو فاعلا بالظرف؛ لأن الصلة حينئذ خالية من العائد، ولا يحسن تقدير الظرف صلة، وإله بدل من الضمير المستتر فيه، وتقدير: {وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤] معطوفا كذلك، لتضمنه الإبدال من ضمير العائد مرتين، وفيه بعد، حتى قيل بامتناعه، قال في المغني.

"ولا يكثر الحذف" للضمير المرفوع "في صلة غير أي" عند البصريين، "إلا إن طالت الصلة"، إما بمعمول الخبر أو بغيره، سواء تقدم المعمول على الخبر نحو: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤] ، أو تأخر نحو قولهم: "ما أنا بالذي قائل لك سوءا" حكاه الخليل١.

ويستثنى من اشتراط الطول: "لا سيما زيد" فإنهم جوزوا في "زيد" إذا رفع أن تكون "ما" موصولة، و"زيد" خبر مبتدأ محذوف وجوبا، والتقدير: لا سي الذي هو زيد، فحذف العائد وجوبا٢، ولم تطل الصلة، وهو مقيس وليس بشاذ٣، وذلك لأنهم نزلوا "لا سيما" منزلة "إلا" استثنائية، فناسب أن لا يصرح بعدها بجملة، فإن قلت: "لا سيما زيد الصالح" فلا استثناء لطول الصلة بالنعت، كقوله: [من الطويل]

١٢٠-

..................... ... ولا سيما يوم بدارة جلجل

فيمن رفع "يوم" والتقدير: ولا سي الذي هو يوم، وحسن حذف العائد طول الصلة بصفة


١ ورد هذا القول في الكتاب ٢/ ١٠٨، ٤٠٤، وشرح ابن عقيل ١/ ١٦٥، وشرح ابن الناظم ص٦٥.
٢ هو قولك: "هو" من قوله: "لا سيما الذي هو زيد".
٣ كذا قال ابن عقيل في شرحه ١/ ١٦٦.
١٢٠- صدر البيت:
"ألا رب يوم لك منهن صالح"
، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص١٠، والجنى الداني ص٣٣٤، ٤٤٣، وخزانة الأدب ٣/ ٤٤٤، ٤٥١، والدرر ١/ ٥٠٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٤١٢، ٢/ ٥٥٨، وشرح المفصل ٢/ ٨٦، والصاحبي في فقه اللغة ص١٥٥، واللسان ١٤/ ٤١١ "سوا"، وتاج العروس "سوى"، وبلا نسبة في رصف المباني ص١٩٣، وشرح الأشموني ١/ ٢٤١، وشرح الرضي ٢/ ١٣٥، ومغني اللبيب ١/ ١٤٠، ٣١٣، ٤٢١، وهمع الهوامع ١/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>