للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٢٣-

وأخبروا بظرف أو بحرف جر ... ناوين معنى كائن أو استقر

وذهب الكوفيون وابنا طاهر وخروف إلى أنه لا تقدير. ثم اختلفوا فقال ابنا طاهر وخروف: الناصب لهما المبتدأ، وزعما أنه يرفع الخبر إذا كان عينه نحو: زيد أخوك، وينصبه إذا كان غيره، نحو: زيد عندك. وقال الكوفيون: الناصب لهما معنوي وهو كونهما مخالفين للمبتدأ١.

قال في المغني٢: ولا معمول على هذين القولين. "و" على القول بأن لهما متعلقا محذوفا فالصحيح "أن الضمير الذي كان فيه انتقل" منه "إلى الظرف والمجرور"، وسكن فيهما "كقوله" وهو جميل بن عبد الله: [من الطويل]

١٤٢-

فإن يك جثماني بأرض سواكم ... "فإن فؤادي عندك الدهر أجمع"

وجه الدلالة منه أن "أجمع" مرفوع لا يصلح أن يكون توكيد لـ"فؤادي" ولا لـ"الدهر"؛ لأنهما منصوبان، ولا للضمير المحذوف مع الاستقرار؛ لأن التوكيد والحذف متنافيان، ولا لاسم "إن" على محله من الرفع على الابتداء؛ لأن الطالب للمحل قد زال بدخول الناسخ، وإذا بطلت هذه الأقسام تعين أن يكون توكيدا للضمير المنتقل إلى الظرف وهو المطلوب، ولا يشكل بالفصل بالأجنبي وهو "الدهر" فإنه جائز في الضرورة٣.

وقيل: لا ضمير في الظرف والمجرور مطلقا تقدم أو تأخر، وإن الضمير حذف مع المتعلق، وزعم ابن خروف أن الخبر إذا كان ظرفا أو مجرورا لا ضمير فيه عند سيبويه٤ والفراء إلا إذا تأخر عن المبتدأ، أما إذا تقدم عليه فلا ضمير فيه؛ واستدل على ذلك بأنه لو كان فيه ضمير إذا تقدم لجاز أن يؤكد، وأن يعطف عليه، وأن يبدل منه، كما يفعل ذلك مع المتأخر، ا. هـ.


١ شرح التسهيل ١/ ٣١٤.
٢ مغني اللبيب ٢/ ٤٤٦ "٥٨٥".
١٤٢- البيت لجميل بثينة في ديوانه ص١١١، وخزانة الأدب ١/ ٣٥٩، والدرر ١/ ١٩٠، والسمط ص٥٠٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٦، والمقاصد النحوية ١/ ٥٢٥، ولكثير عزة ديوانه ص٤٠٤، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٠١، وشرح الأشموني ١/ ٩٣، ومغني اللبيب ٢/ ٤٤٢ "٥٧٩"، وهمع الهوامع ١/ ٩٨.
٣ هذا التعليق على البيت نقله الصبان بتصرف في حاشيته ١/ ٢٠٠.
٤ الكتاب ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>