للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"أو" تتلو "استفهاما، نحو: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: ٦٠, ٦٤] ، ومثله في النظم بقوله:

١٢٦-

وهل فتى فيكم.......... ... .................................

فـ"إله" و"فتى" مبتدآن، وسوغ الابتداء بهما وقوعهما في حيز الاستفهام, وبذلك تحصل الفائدة؛ لأن الاستفهام سؤال عن غير معين يطلب تعيينه في الجواب، فأشبه العموم الخاص. وفيه رد على ابن الحاجب حيث قال في شرح منظومته: إن الاستفهام المسوغ للابتداء هو الهمزة المعادلة بـ"أم نحو: أرجل في الدار أم امرأة، "أو تكون موصوفة سواء ذكرا أي: الموصوف والصفة، "نحو: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ" خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} [البقرة: ٢٢١] ، فـ"عبد" مبتدأ وهو نكرة، وسوغ الابتداء به وصفه بـ"مؤمن" لأن النكرة إذا وصفت قربت من المعرفة.

وقال ابن الحاجب: المسوغ للابتداء بالنكرة في هذه الآية إنما هو معنى العموم١، و"خير" خبر المبتدأ، ومثله الناظم بقوله:

١٢٦-

.................................... ... ورجل من الكرام عندنا

"أو حذفت الصفة" وذكر الموصوف، "نحو: السمن منوان بدرهم، ونحو: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: ١٥٤] ، فـ"منوان" و"طائفة" مبتدآن، وسوغ الابتداء بهما كون كل منهما موصوفا بصفة محذوفة، "أي: منوان منه، وطائفة من غيركم"، بدليل: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران: ١٥٤] ، وفيه رد على ابن مالك حيث مثل بالآية للتسويغ بواو الحال، كما قاله في المغني٢. "أو" حذف "الموصوف"، وذكرت الصفة "كالحديث: سوآء ولود خير من حسناء عقيم"٣، فـ"سوآء" بالمد، مبتدأ، وسوغ الابتداء بها كونها صفة لموصوف، "أي: امرأة سوآء"، فحذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه، و"ولود" صفة ثانية لـ"امرأة" و"خير" خبر المبتدأ.


١ الإيضاح في شرح المفصل ١/ ١٨٤, ١٨٥.
٢ مغني اللبيب "٦١٣".
٣ ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وقال: رواه الطبراني، وأشار إليه بالضعف، فيض القدير ٤/ ١١٤. وقال ابن الأثير في النهاية ٢/ ٤١٦ "سوأ": "أخرجه الأزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه غيره من عمر".
وفي حاشية يس ١/ ١٦٩: "قال الدنوشري: ذكره في الإحياء بلفظ: سوداء ولود خير من حسناء لا تلد. قال العراقي في تخريجه: أخرجه في الضعفاء من رواية شهر بن حكيم عن أبيه عن جده".

<<  <  ج: ص:  >  >>