للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجرى النصب، واحترز بقوله: "لمجرد مدح...... إلخ"؛ من أن يكون النعت للإيضاح أو التخصيص، فإنه إذا قطع إلى الرفع جاز ذكر المبتدأ وحذفه، كإظهار الناصب وإضماره، "أو" أخبر عنه "بمصدر جيء به" أي: بالمصدر "بدلا"، أي: عوضا "من اللفظ بفعله" أي: بفعل المصدر، والمراد أنهم تلفظوا بالمصدر عوضا عن تلفظهم بالفعل، "نحو: سمع وطاعة١، وقوله: [من الطويل]

١٥٠-

فقالت حنان ما أتى بك ههنا" ... أذو نسب أم أنت بالحي عارف

فـ"سمع" و"حنان" خبران لمبتدأين محذوفين وجوبا، "والتقدير: أمري حنان، وأمري سمع وطاعة"، وأصل هذه المصادر النصب بفعل محذوف وجوبا؛ لأنها من المصادر التي جيء بها بدلا من اللفظ بأفعالها٢، ولكنهم قصدوا الثبوت والدوام، فرفعوها وجعلوها أخبارا عن مبتدآت محذوفة وجوبا حملا للرفع على النصب، وفاعل "قالت" مستتر عائد على المرأة المعهودة، والمعنى: إني أحن عليك أي شيء جاء بك ههنا، ألك قرابة، أم معرفة بالحي، وإنما قالت له ذلك خوفا من إنكار أهل الحي فيقتلونه٣، "أو" أخبر عنه "بمخصوص بمعنى "نعم"" في إفادة المدح، "أو بئس" في إفادة الذم "مؤخر" المخصوص "عنهما"، أي: عن "نعم" و"بئس"، "نحو: نعم الرجل زيد، وبئس الرجل عمرو، إذا قدرا"، أي: زيد وعمرو "خبرين" لمبتدأين محذوفين وجوبا، كأن سامعا سمع: نعم الرجل، أو بئس الرجل، فسأل عن المخصوص بالمدح أو الذم من هو؟ فقيل له: هو زيد، وهو عمرو، أما إذا قدرا مبتدأين وخبرهما الجملة قبلهما، أو محذوف


١ أي: أمري سمع وطاعة، انظر شرح ابن الناظم ص٨٦.
١٥٠- البيت لمنذر بن درهم الكلبي في خزانة الأدب ٢/ ١١٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٣٥، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٢٩، ٢٠٨، وأمالي الزجاج ص١٣١، وأوضح المسالك ١/ ٢١٧، والدرر اللوامع ١/ ٤١٢، وشرح ابن الناظم ص٨٦، وشرح الأشموني ١/ ١٠٦، وشرح التسهيل ١/ ٢٨٧، وشرح عمدة الحافظ ص١٩٠، وشرح المفصل ١/ ١١٨، والصاحبي في فقه اللغة ص٢٥٥، والكتاب ١/ ٣٢٠، ٣٤٩، واللسان ١٣/ ١٢٩ "حنن"، والمقاصد النحوية ١/ ٥٣٩، والمقتضب ٣/ ٢٢٥، وهمع الهوامع ١/ ١٨٩.
٢ في شرح ابن الناظم ص٨٦: "قال سيبويه: وسمعت ممن يوثق بعربيته يقال له: كيف أصبحت؟ فقال: حمد الله وثناء عليه. أي: حالي حمد الله". وانظر الكتاب ١/ ٣١٩, ٣٢٠، وشرح التسهيل ١/ ٢٨٨.
٣ في "ب": "فيغتالوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>