للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الحجة منه أن "إياهم" معمول "عود" و"عود" خبر "كان"، فقد ولي "كان" معمول خبرها، وليس ظرفًا، ولا جارا ومجرورًا، و"قنافذ" بالذال المعجمة: جمع قنفذ بضم الفاء وفتحها، خبر مبتدأ محذوف، أي: هم قنافذ، و"هداجون" جمع هداج بتشديد الدال وفي آخره جيم؛ من الهدجان، وهو: مشية الشيخ، "وعطية": أبو جرير، وأراد الفرزدق بهذا البيت هجو رهط جرير، وشبههم بالقنافذ في مشيهم بالليل، وطوى ذكر المشبه، فهو من الاستعارة بالكناية، "وخرج" هذا البيت "على زيادة "كان"" بين الموصول وصلته، "أو" على "إضمار اسم" في "كان" حال كونه "مرادًا به الشأن١"، وعلى ذلك اقتصر الناظم فقال:

١٥٣-

ومضمر الشأن اسما انو إن وقع ... موهم ما استبان أنه امتنع

"أو راجعًا إلى "ما" الموصولة "وعليهن فـ"عطية" مبتدأ" و"عود" خبره، و"إياهم" معمول الخبر مقدم على المبتدأ، وتقديم معمول الخبر الفعلي على المبتدأ جائز عند البصريين٢، "وقيل": التقديم "ضرورة، وهذا" التخريج الأخير، وهو دعوى الضرورة. "متعين في قوله": [من البسيط]

١٧١-

"باتت فؤادي ذات الخال سالبة" ... فالعيش إن حم لي عيش من العجب

فلا يجوز دعوى زيادة "بات"، ولا إضمار اسمها مرادًا به الشأن "لظهور نصب الخبر" وهو "سالبة" لأن ضمير الشأن لا يخبر عنه بمفرد، و"حم" بالبناء للمفعول بمعنى: قدر، ولا يتعين دعوى الضرورة, لجواز أن يكون "فؤادي" منادى سقط منه حرف النداء، ومعمول الخبر محذوف أي: سالبة لك.


١ انظر شرح ابن عقيل ١/ ٢٨١، وشرح ابن الناظم ص٩٩.
٢ انظر خزانة الأدب ٩/ ٢٦٨، ٢٦٩.
١٧١- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٥١، وتخليص الشواهد ص٢٤٨، وخزانة الأدب ٩/ ٢٦٩، وشرح الأشموني ١/ ١١٦، والمقاصد النحوية ٢/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>