للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فزاد الباء في "دائم" وهو خبر "ليت" و"ذا" اسمها و"العيش" عطف بيان على "ذا" أو نعت له، و"اللذيذ" نعت العيش و"اقلولى" بالقاف، ارتفع و"أقردت" بالقاف والراء: سكنت وذلت. وفي اليواقيت للزاهد: المقلولي المجافي المستوفز، وفي أثر ابن عمر كان إذا سجد اقلولى١، قال الفراء: هو أن يرفع مقعدته ويتجافى قليلًا، وأنشد: [من الرجز]

٢٠٨-

لما رأتني خلقًا مقلوليا

أي: متجافيًا عن النساء، والمقلولي أيضًا: الراكب على الشيء العالي عليه ومنه هذا. ومعنى البيت يقول الكلبي: إذا ارتفع على الأتان وسكنت له قال ألا ليت هذا العيش اللذيذ بدائم ويروى:

ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم٢

وعليه تكون الباء زائدة في خبر المبتدأ الداخلة عليه "هل" وهي هنا جحد، وعليه شراح التسهيل٣. قال الكسائي: تأتي "هل" استفهامًا وجحدًا وشرطًا وأمرًا وتوبيخًا وتقريرًا وبمعنى "قد".

واقتصر الناظم في زيادة الباء على خبر ليس وما ولا وكان المنفية فقال:

١٦١-

وبعد ما وليس جر البا الخبر ... وبعد لا ونفي كان قد يجر

"وإنما دخلت في خبر "أن" المفتوحة "في: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} [الأحقاف: ٣٣] ، لما كان:


١ في النهاية ٣/ ٣٠٩: "يروى: لو رأيت ابن عمر ساجدًا لرأيته مقلوليًا".
٢٠٨- الرجز للفرزدق في الدرر ١/ ٢٨، وشرح ابن الناظم ص٤٧٠، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٣٩، والخصائص ١/ ٦، وشرح الأشموني ٢/ ٥٤١، والكتاب ٣/ ٣١٥، ولسان العرب ١٥/ ٩٤ "علا" ١٥/ ٢٠٠ "قلا"، وما ينصرف وما لا ينصرف ص١١٤، والمقتضب ١/ ١٤٢، والممتع في التصريف ٢/ ٥٥٧، والمنصف ٢/ ٦٨، ٧٩، ٣/ ٦٧، وهمع الهوامع ١/ ٣٦، وتهذيب اللغة ٩/ ٢٩٧، وكتاب العين ٥/ ٢١٢، وتاج العروس "علا" "قلا".
٢ وردت هذه الرواية في المقاصد النحوية ٢/ ١٣٥، ١٤٩.
٣ شرح التسهيل ١/ ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>