للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعده:

فحسبوه فألفوه كما ذكرت ... تسعًا وتسعين لم ينقص ولم يزد

فكملت مائة فيها حمامتها ... وأسرعت حسبة في ذلك العدد

والمعنى: كن حكيمًا كفتاة الحي، وهي زرقاء اليمامة، قيل: وكانت تبصر مسيرة ثلاثة أيام، وقصتها أنها كانت لها قطاة، ثم مر بها سرب من القطا بين جبلين، فقالت١: [من الرجز]

ليت الحمام ليه ... إلى حمامتيه

ونصفه قديه ... تم الحمام ميه

فنظر فإذا القطا قد وقع في شبكة الصياد، فعده فإذا هو ست وستون قطاة ونصفها ثلاثة وثلاثون قطاة، فإذا ضم ذلك إلى قطاتها كان مئة.

ووصف "الحمام" بصفة الجمع، وهو شراع، وشراع يحتمل أوله الإعجام والإهمال، وبصفة الإفراد وهو وارد، والثمد بفتح المثلثة والميم: الماء القليل، وحسبوه من الحساب، وهو العد.

"وندر الإعمال في "إنما""، نحو: إنما زيدًا قائم، بنصب "زيد"، رواه الأخفش والكسائي عن العرب سماعًا٢، "وهل يمتنع قياس ذلك" المسموع "في الباقي٣ مطلقا" أي: في بقية أخوات "إن" الأربعة، وهي: "أن" المفتوحة، و"كأن" و"لعل" و"لكن" وقوفًا مع السماع، ذهب إلى ذلك سيبويه والأخفش٤، "أو يسوغ" القياس على ما سمع في "إنما" "مطلقًا" في بقية أخواتها الأربعة إذ لا فرق، ذهب إلى ذلك الزجاج٥ وابن السراج٦ والزمخشري٧ وابن مالك٨، أو يسوغ القياس "في "لعل"


١ الرجز في ديوان النابغة الذبياني ص٢٤، والدرر ١/ ٣٠٨، ولسان العرب ١٢/ ١٥٩ "حمم"، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٥٧.
٢ في شرح ابن الناظم ص١٢٥، "وذكر ابن برهان أن الأخفش روى: إنما زيدًا قائم، وعزا مثل ذلك إلى الكسائي، وهو غريب" وانظر شرح التسهيل ٢/ ٣٨، والارتشاف ٢/ ١٥٨.
٣ في "ط": "البواقي".
٤ انظر الكتاب ٢/ ١٣٨، ٣/ ١٣٨ والارتشاف ٢/ ١٥٧.
٥ الارتشاف ٢/ ١٥٧.
٦ الأصول ١/ ٢٣٢.
٧ المفصل ص٢٩٣.
٨ شرح التسهيل ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>