للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفعلية نحو: " {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} " [هود: ٨] فـ"ألا" داخلة على "ليس" تقديرًا؛ لأن "يوم" منصوب بـ"مصروفًا " مقدم من تأخير، والأصل: ألا ليس مصروفًا عنهم يوم يأتيهم.

"و" ترد "ألا" "عرضية"، بسكون الراء "وتحضيضية"، بحاء مهملة وضادين معجمتين، "فتنختصان" بالجملة "الفعلية" الخبرية، ولا تعملان شيئا، فالعرضية "نحو: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢] والتحضيضية نحو: " {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} [التوبة: ١٣] ، وإنما اختصا بالفعلية؛ لأنهما للطلب لأن العرض طلب بلين ورفق، والتحضيض طلب بحث وإزعاج، ومضمون الفعلية، أمر حادث متجدد، فيتعلق الطلب به بخلاف الاسمية فإنها للثبوت وعدم الحدوث.

قال ابن الحاجب في شرح المفصل: حروف التحضيض معناها الأمر إذا وقع بعدها المضارع، والتوبيخ إذا وقع بعدها الماضي.

"مسألة:

وإذا جهل الخبر" سواء قلنا: إنه خبر "لا" أم خبر المبتدأ "وجب ذكره" للجهل به، "نحو: "لا أحد أغير من الله عز وجل" ١، وإذا علم" من سياق أو غيره فحذفه كثير، نحو: {فَلَا فَوْتَ} [سبأ: ٥١] ، أي: لهم، " {قَالُوا لَا ضَيْرَ} "، [الشعراء: ٥٠] أي: علينا، ولو ذكر لجاز عند الحجازيين٢، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٢٠٥-

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المراد مع سقوطه ظهر

"و" حذف الخبر المعلوم "يلتزمه التميميون والطائيون" هذا نقل ابن مالك٣، ونقل ابن خروف عن بني تميم٤ أنهم لا يظهرون خبرًا مرفوعًا، ويظهرون المجرور والظرف، وهو ظاهر كلام سيبويه٥، وقال أبو حيان٦: وأكثر ما يحذفه الحجازيون مع "إلا"، نحو: لا إله إلا الله، أي: لنا، أو في الوجود، أو نحو ذلك. قال الزمخشري في جزء لطيف على كلمة الشهادة، هكذا قالوا، والصواب أنه كلام تام، ولا


١ أخرجه البخاري في النكاح برقم ٤٣٥٨، ٤٩٢٤.
٢ انظر الارتشاف ٢/ ١٦٦، وشرح التسهيل ٢/ ٥٦.
٣ شرح التسهيل ٢/ ٥٦، وشرح الكافية الشافية ١/ ٥٣٥.
٤ انظر الارتشاف ٢/ ١٦٧.
٥ الكتاب ٢/ ٢٦٧.
٦ الارتشاف ٢/ ١٦٦، ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>