للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فـ"التقى" مفعول أول، و"الوجود" معطوف عليه، و"خير" مفعوله الثاني، ولم يثن لأنه اسم تفضيل، واسم التفضيل إذا أضيف إلى نكرة لزمه الإفراد والتذكير، و"رباحًا" بالباء الموحدة، والحاء المهملة تمييز، و"إذا" شرطية، و"ما" زائدة، و"المرء" مرفوع بفعل محذوف يفسره "أصبح"، و"ثاقلًا" بمعنى: ثقيلًا١، خبر أصبح المحذوف، والمعنى: تيقنت التقى والجود خير تجارة رباحًا٢ إذا أصبح المرء ثقيلًا بسب الموت، ووصف الميت بالثقل؛ لأن الأبدان تخف بالأرواح، فإذا مات صاحبها تصير ثقيلة كالجمادات. "و" الرجحان في "خال" "كقوله": [من الطويل]

٢٨٨-

"إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى" ... يسومك ما لا يستطاع من الوجد

إخالك بكسر الهمزة والقياس فتحها٣, والكاف مفعوله الأول, و"ذا الهوى" مفعوله الثاني، و"إن لم تغضض الطرف" شرط، وجوابه محذوف، وجملة "يسومك" بمعنى: يكلفك نعت "هوى"، وفاعله ضمير مستتر يعود على "هوى"، وهو العائد من الصفة إلى الموصوف، و"ما لا يستطاع" في موضع المفعول الثاني لـ"يسومك"، و"من الوجد" بيان لـ"ما"، "و" اليقين فيها، نحو "قوله": [من المنسرح]

٢٨٩-

"ما خلتني زلت بعدكم ضمنا" ... أشكو إليكم حموة الألم

أنشده خلف الأحمر من الكوفيين، وياء المتكلم مفعوله الأول، و"ضمنا" مفعوله الثاني، وهو بفتح الضاد المعجمة، وكسر الميم وبالنون: الزمن المبتلي, وفي نسخة: ظمئا بالظاء المشالة, والهمزة, وهو بمعنى مشتاق٤، قاله٥ في الصحاح٦، وظمئت إلى لقائكم: اشتقت، و"زلت بعدكم" معترض بين المفعولين و"خلتني" معترض بين النافي وهو "ما" والمنفي وهو "زلت"، و"ضمنا" معترض بين اسم "زال" وهو التاء وخبرها


١ في "ب": "ثقيل".
٢ سقطت من "ب".
٢٨٨- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٤٥، والدرر ١/ ٣٣٥، وشرح التسهيل ٢/ ٨٠، وشرح الأشموني ١/ ١٥٥، وهمع الهوامع ١/ ١٥٠.
٣ في خزانة الأدب ٩/ ١٥٢ أن فتح الهمزة في "أخال" هي لغة بني أسد.
٢٨٩- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٤٧، واللسان ١٣/ ٢٦٠ "ضمن"، ١٤/ ٢٠١ "حما"، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٨٦، وشرح التسهيل ١/ ٣٣٥، ٢/ ٨١.
٤ في "أ"، "ط": "مشفق".
٥ في "ب"، "ط": "قال".
٦ الصحاح ١/ ٦١ "ظمأ" ٦/ ٢١٥٦، "ضمن".

<<  <  ج: ص:  >  >>