للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو حيان١: وفيه رد على من اشترط الحال؛ لأنه لم يستفهمه عن ظنه في الحال أن الدار تجمعه وأحبابه، بل استفهمه عن وقوع ظنه في الحال. ا. هـ.

وهذا مبني على أن "متى" ظرف لـ"تقول"، "والحق أن "متى" ظرف لـ"تجمعنا" لا لتقول"، وفيه نظر؛ لأن "تقول" على هذا غير مستفهم عنه فلا يكون عاملا لعدم اعتماده على استفهام إلا على قول من لم يشترط الاعتماد عليه، ويشترط كونه مضارعًا لمخاطب فقط على ما حكاه ابن الخباز في شرح الجزولية، وليس التفريع عليه. "و" يشترط في المضارع المسند إلى ضمير المخاطب "كونه" واقعًا "بعد استفهام بحرف، أو باسم، سمع الكسائي" من العرب "أتقول للعميان عقلا"، فـ"عقلا" مفعول أول، و"للعميان" مفعول ثان على التقدير والتأخير. "وقال" عمرو بن معد يكرب المذحجي:" [من الطويل]

٣١١-

"علام تقول الرمح يثقل عاتقي" ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت

فـ"علام" جار ومجرور، والجار والمجرور "ما" الاستفهامية، ولكن حذفت ألفها لدخول الجار عليها، و" الرمح" بالنصب مفعول أول، وجملة "يثقل عاتقي" في موضوع المفعول الثاني، و"أطعن" بضم العين، يقال: طعن يطعن، بالضم إذا كان بالرمح وغيره، وطعن يطعن بالفتح إذا كان في النسب، و"إذا" في الموضوعين داخلة على فعل محذوف يفسره المذكور، على حد {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: ١] والتقدير: إذا لم أطعن أنا لم أطعن، وإذا كرت الخيل كرت.

"قال سيبويه والأخفش"٣ من البصريين "و" يشترط في الاستفهام والمضارع عند جمهور العرب "كونهما متصلين" من غير حاجز بينهما، "فلو قلت: أأنت تقول" زيد منطلق، "فالحكاية" واجبة، "وخولفا"، قال أبو حيان وخالفهما


١ الارتشاف ٣/ ٧٨.
٣١١- البيت لعمرو بن معد يكرب في ديوانه ص٧٢، وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٦، والدرر ١/ ٣٥١، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١٥٩، وشرح شواهد المغني ص٤١٨، واللسان ١١/ ٥٧٥ "قول"، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٣٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٧٦، وشرح الأشموني ١/ ١٦٤، ومغني اللبيب ص١٤٣، وهمع الهوامع ١/ ١٥٧.
٢ في الكتاب ١/ ١٢٣: "فإن قلت: أأنت تقول زيد منطلق، رفعت؛ لأنه فصل بينه وبين حرف الاستفهام، كما فصل في قولك: أأنت زيد مررت به فصارت بمنزلة أخواتها، وصارت على الأصل".
٣ انظر همع الهوامع ١/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>