للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الجوهري١: "لا آتيك أو يئوب القارظ العنزي، وهما قارظان كلاهما من عنزة، خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا" وطالت غيبتهما.

"وقد يكون المنوب عنه مكانًا نحو: جلست قرب زيد، أي: مكان قربه"، فحذف المضاف وهو "مكان" وأنيب عنه المصدر وهو "قرب"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٣١٠-

وقد ينوب عن مكان مصدر ... وذاك في ظرف الزمان يكثر

وإنما كان ذلك كثيرًا في ظروف الزمان، وقليلًا في ظروف المكان، لقرب ظروف الزمان من المصدر، وبعد ظروف المكان منه، ألا ترى أن الزمان يشارك المصدر في دلالة الفعل عليهما؛ لأن الفعل يدل على المصدر بحروفه، وعلى الزمان بصيغته، بخلاف ظرف المكان، فإن دلالة الفعل عليه بالالتزام الخارجي، إذ كل فعل لا بد له من مكان يقع فيه، فلم يقو في ذلك قوة ظرف الزمان، ولم يبلغ رتبته، فكانت إقامة المصدر مقام الزمان كثيرة، ومقام المكان قليلة.

"والجاري مجرى أحدهما" أي: الزمان والمكان "ألفاظ مسموعة، توسعوا فيها، فنصبوها على تضمين معنى "في" كقولهم: "أحقا أنك ذاهب"، فـ"أحقا" منصوبة على الظرفية المتعلقة بالاستقرار على أنها خبر مقدم، و"أنك ذاهب" في تأويل مصدر مرفوع بالابتداء عند سيبويه٢ والجمهور على حد: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ} [فصلت: ٣٩] "والأصل: أفي حق" ذهابك فحذفت "في" وانتصب "حقا" على الظرفية، "وقد نطقوا بذلك" الحرف الجار في قوله: [من الوافر]

٤٠٦-

أفي حق مواساتي أخاكم ... ...............................

و"قال" فائد؛ بالفاء؛ ابن المنذر القشيري: [من الطويل]

٤٠٧-

"أفي الحق أني مغرم بك هائم" ... وأنك لا خل هواك ولا خمر


١ الصحاح "قرظ".
٢ الكتاب ٣/ ١٣٤, ١٣٥.
٤٠٦- عجز البيت:
"بما لي ثم يظلمني السريس"
وتقدم تخريجه برقم ٢٣٧.
٤٠٧- البيت لفائد بن المنذر في المقاصد النحوية ٣/ ٨١ والحماسة البصرية ٢/ ٢٠٨، ولعابد بن المنذر في شرح شواهد المغني ١/ ١٧٢، ولمجنون ليلى في ديوانه ص١٢٧، ولأبي الطمحان القيني في محاضرات الأدباء ٣/ ٥٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٣٢، وتخليص الشواهد ص١٧٧، والتمثيل والمحاضرة ص٢٨١، وخزانة الأدب ١/ ٤٠١، ١٠/ ٢٧٤، والحماسة المغربية ص٩٦٢، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١٢٦٧، ومغني اللبيب ١/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>