للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثامن: أن "إلا" مركبة من "إن" و"لا" ثم خففت "إن"، وأدغمت في اللام؛ حكاه السيرافي عن الفراء١.

وزاد ابن عصفور٢: فإذا انتصب ما بعدها فعلى تغليب حكم "إن" وإذا لم ينتصب فعلى تغليب حكم "لا"؛ لأنها عاطفة.

"وإن كان الكلام" التام "غير موجب" ففيه تفصيل، "فإن كان الاستثناء متصلًا"، وهو ما يكون فيه المستثنى بعض المستثنى منه، وكان غير مردود به كلام تضمن معنى الاستثناء، وهو غير متراخ المستثنى من المستثنى منه، ولا متقدم عليه "فالأرجح اتباع المستثنى للمستثنى منه" في إعرابه للمشاكلة "بدل بعض" من كل "عند البصريين، وعطف نسق عند الكوفيين"؛ لأن "إلا" عندهم من حروف العطف في باب الاستثناء خاصة. قاله أبو حيان٣. وهي عندهم بمنزلة "لا" العاطفة في أن ما بعدها مخالف لما قبلها.

قاله في المغني٤.

ورد ثعلب كلا الوجهين من المذهبين. فقال٥ في الرد على البصريين: كيف يكون بدلًا وهو موجب ومتبوعه منفي، والبدل لا بد أن يكون على وفق المبدل منه في المعنى. وأجاب الأبدي: بأن بدل البعض يكون الثاني فيه مخالفًا للأول في المعنى٦، ألا ترى أنك إذا قلت: "رأيت القوم بعضهم" فيكون قولك أولا: "رأيت القوم" مجازا ثم بينت بعد ذلك من رأيت منهم، وكما جاز في النعت المخالفة نحو: "مررت برجل لا كريم ولا شجاع" جاز في البدل. وقال في الرد على الكوفيين: بأن "إلا" لو كانت عاطفة لم تباشر العامل في نحو: "ما قام إلا زيد" وليس شيء من أحرف العطف يباشر العوامل. قال في المغني٧: وقد يجاب بأنه ليس تاليها في التقدير، إذ الأصل: ما قام أحد إلا زيد، ا. هـ. وإلى ترجيح الاتباع أشار الناظم بقوله:

٣١٦-

................. ... وبعد نفي أو كنفي انتخب


١ شرح التسهيل ٢/ ٢٧٩.
٢ شرح الجمل ٢/ ٢٥٣, ٢٥٤.
٣ الارتشاف ٢/ ٢٩٤, ٢٩٥، والنكت الحسان ص١٠٦, ١٠٧.
٤ مغني اللبيب ص٩٨.
٥ شرح التسهيل ٢/ ٢٨٢، وشرح ابن الناظم ص٢١٦.
٦ كذلك يرى السيرافي، انظر شرح ابن الناظم ص٢١٦.
٧ مغني اللبيب ص٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>