للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"و" الثالثة: إذا كان الاستثناء منقطعًا، وأمكن تسليط العامل على المستثنى كما "في نحو: "ما فيها أحد غير حمار"، عند الحجازيين".

"و" الرابعة: إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه "عند الأكثر في نحو: ما فيها غير زيد أحد".

"ويترجح" نصبها في مسألتين:

إحداهما: "عند قوم" من الكوفيين والبغداديين "في نحو هذا المثال" المتقدم، وهو "ما فيها غير زيد أحد".

"و" الثانية: "عند تميم" في الاستثناء المنقطع الذي يمكن فيه تسليط العامل على المستثنى، "نحو: ما فيها أحد غير حمار".

"ويضعف" نصبها "في" مسألة واحدة، وهي ما إذا كان الكلام تاما غير موجب، "نحو: ما قاموا غير زيد". وحيث نصبت فناصبها ما قبلها من العوامل على الحال، وفيها معنى الاستثناء، وهو ظاهر مذهب سيبويه١، وإليه ذهب الفارسي في التذكرة٢.

"ويمتنع" نصبها "في" مسألة واحدة، وهي إذا ما كان العامل٣ مفرغًا، "نحو: ما قام غير زيد". وفي الصحاح٤: قال الفراء: بعض بني أسد وقضاعة ينصبون "غيرا" إذا كانت في معنى "إلا" تم الكلام قبلها أم لم يتم، يقولون: "ما جاءني غيرك"، و"ما جاءني أحد غيرك". انتهى بلفظه.

وإذا كان الفراء نقل ذلك عن العرب فكيف يسوغ منعه؟ قاله الموضح في الحواشي. وأقول: لا شاهد في تمثيله، لجواز أن تكن الفتحة في "غيرك" فتحة بناء لإضافتها إلى المبني، وإلى مسألة "غير" أشار الناظم بقوله:

٣٢٦-

واستثن مجرورًا بغير معربا ... بما لمستثنى بإلا نسبا

وتفارق "غير" "إلا" في خمس مسائل إحداها:

أن "إلا" تقع بعدها الجمل دون "غير".


١ الكتاب ٢/ ٣٤٣.
٢ وهو رأي ابن مالك أيضًا، انظر شرح التسهيل ٢/ ٢٧٨.
٣ في "ب": "الكلام".
٤ الصحاح "غير".

<<  <  ج: ص:  >  >>