للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الإيجاد، "فلا يحتاج" في تمام معنى يوم "إلى شيء" آخر. "واحترز بذكر الجملة من نحو: سبحان" من أسماء المصادر " وعند" من الظروف، "فإنهما مفتقران بالأصالة، لكن" افتقارهما "إلى مفرد" لا إلى جملة، "تقول: سبحان الله، وجلست عند زيد"، فلذلك أعربا نصبا على المصدرية، والناصب لـ"سبحان" فعل محذوف تقديره: "أُسبِّح"، والناصب لـ"عند" جلست، وما ذكره من أن "سبحان" ملازم للإضافة هو المشهور. وقال الفخر الرازي: "سبحان" مصدر لا فعل له، فيستعمل مضافا وغير مضاف، وإذا لم يضف ترك تنوينه، فقيل: سبحان من زيد، أي: براءة منه، كقوله: [من السريع]

١٨-

................. ... سبحان من علقمة الفاخر

وإنما منع صرفه؛ لأنه معرفة، وفي آخره ألف ونون. انتهى بحروفه. وأما استعمال "عند" غير مضافة كقوله: [من م. الرمل]

١٩-

كل عند لك عندي ... لا يساوي نصف عندي

فمن كلام المولدين؛ وليس بلحن، خلافا للحريري. بل كل كلمة ذكرت مرادا بها لفظها فسائغ أن تتصرف تصرف الأسماء، وأن تعرب ويحكى أصلها. قاله في المغني١.

ثم استشعر اعتراضا بأن: "اللذين واللتين وأيا" من الموصولات معربة، مع أنها مفتقرة بالأصالة إلى جملة، فأجاب بقوله: "وإنما أعرب "اللذان واللتان وأي الموصولة" في نحو: اضرب أيهم أساء"، بنصب "أي"، لأن جملة "أساء" صلة تامة، فسقط القول بأن "أيا" هنا مبنية على الضم، لإضافتها وحذف صدر صلتها، وهذا سهو عن شرط المسألة؛ لأن حذف صدر الصلة مشروط فيه أن يكون خبرة مفردا، ومتى كان خبره جملة امتنع حذفه كما سيأتي، "لضعف الشبه" متعلق بقوله: "أعرب"، "بما


١٨- صدر البيت:
"أقول لما جاءني فخره"
وهو للأعشى في ديوانه ١٩٣، وأساس البلاغة "سبح"، والأشباه والنظائر ٢/ ١٠٩، وجمهرة اللغة ص٢٧٨، وخزانة الأدب ١/ ١٨٥، ٢/ ٢٣٤، ٢٣٥، ٢٣٨، والخصائص ٢/ ٤٣٥، والدرر ١/ ٤١٥، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٥٧، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٠٥، وشرح المفصل ١/ ٣٧، ١٢٠، والكتاب ١/ ٢٣٤، ولسان العرب ٢/ ٤٧١ "سبح"، وتاج العروس ٤/ ٥٧٨ "شتت"، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣/ ٣٨٨، ٦/ ٢٨٦، والخصائص ٢/ ١٩٧، ٣/ ٢٣, والدرر ٢/ ١٥٩, ومجالس ثعلب ١/ ٢٦١, والمقتضب٣/ ٢١٨, والمقرب ١/ ١٤٩, وهمع
الهوامع ١/ ١٩٠، ٢/ ٥٢،
سبحان من علقمة الفاخر
: براءة من فخره وتكبره.
١٩- البيت لبعض المولدين في مغني اللبيب ١/ ١٥٦.
١ مغني اللبيب ١/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>