للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالمسوغ في المثال تقديم الخبر، وفي البيت هو أو الوصف، وما ذكر من أنه حال من النكرة هو ظاهر كلام سيبويه١، وقيل٢: من الضمير المستكن في الظرف، وهذان القولان مبنيان على جواز الاختلاف بين عاملي الحال وصاحبها، والصحيح المنع؛ لأنه يجب أن يكون عاملهما واحدًا, وصحح ابن مالك في شرح التسهيل٣ قول سيبويه، وعلله بأن الحال خبر، فجعلها لأظهر الاسمين أولى من جعلها لأغمضهما، قلنا: نعم لو تساويا، ولكن التعريف أولى بالترجيح به، وزعم ابن خروف٤ أن الخبر إذا كان ظرفًا أو مجرورًا لا ضمير فيه عند سيبويه والفراء إلا إذا تأخر، ولا ضمير فيه إذا تقدم، ولهذا لا يؤكد، ولا يعطف عليه ولا يبدل منه، وتعقب منع العطف بقول ابن جني٥ في: [من الوافر]

٤٣٤-

................ ... عليك ورحمة الله السلام

إن العطف على الضمير في الظرف، "والطلل" بفتح الطاء المهملة واللام الأولى: ما شخص من آثار الديار، و"الموحش": هو القفر الذي لا أنيس فيه، و"خلل" بكسر الخاء المعجمة: جمع خلة؛ بكسر الخاء؛ وهي بطانة يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب.

"أو يكون" صاحبها "مخصوصا إما بوصف كقراءة بعضهم"، وهو إبراهيم بن أبي عبلة: ""وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقًا""٦ [البقرة: ٨٩] فـ"مصدقًا" حال من "كتاب" لتخصيصه بالوصف بالجار والمجرور بعده، وهذا لا دليل فيه لجواز كون "مصدقًا" حال من الضمير في الجار والمجرور الذي انتقل إليه بعد حذف الاستقرار على ما صححه في باب المبتدأ، "وقول الشاعر": [من البسيط]

٤٣٥-

"نجيت يا رب نوحًا واستجبت له ... في فلك ماخر في اليم مشحونًا"


١ الكتاب ٢/ ١٢٢-١٢٤.
٢ شرح التسهيل ٢/ ٣٣٣، والارتشاف ٢/ ٣٤٧.
٣ شرح التسهيل ٢/ ٣٣٢.
٤ الارتشاف ٢/ ٣٤٧، وشرح التسهيل ٢/ ٣٣٢.
٥ الخصائص ٢/ ٣٨٦.
٤٣٤- صدر البيت:
"ألا يا نخلة من ذات عرق"
وهو للأحوص، وتقدم برقم ٤١٢.
٦ في الرسم المصحقي: {مُصَدِّقٌ} بالرفع، وانظر قراءة ابن أبي عبلة في البحر المحيط ١/ ٣٠٣ ومختصر ابن خالويه ص٨.
٤٣٥- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣١٢، وشرح ابن الناظم ص٢٣٣، وشرح الأشموني ١/ ٢٤٧، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٣٦، وشرح التسهيل ٢/ ٣٣١، والمقاصد النحوية ٣/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>