للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدءوب: مرور الشيء في العمل على عادة جارية فيه. "و" الجمع "نحو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ " بِأَمْرِهِ} [النحل: ١٢] فـ"مسخرات" حال مؤكدة لعاملها لفظًا ومعنى، صرح بذلك ابن مالك في شرح العمدة١، وولده في شرح النظم٢، والأصل: مسخرًا ومسخرا ومسخرة ومسخرًا ومسخرة، فلما اتحدت لفظًا ومعنى جمعت.

"وإذا اختلف" لفظه ومعناه "فرق بغير عطف كـ: "لقيته مصعدًا منحدرًا" ويقدر" الحال "الأول" من الحالين "للثاني" من الاسمين، "وبالعكس" فيقدر الثاني من الحالين للأول من الاسمين، ليتصل أحد الحالين بصاحبه، ولا يعدل عنه إلا لقرينة. فإن قلت: فما بال علماء البيان جوزوا في اللف والنشر جعل الأول من أوصاف النشر راجعًا إلى الأول من الأمور الملفوفة، والثاني للثاني، وهو أحسن عندهم من عدم الترتيب؟ قلت: أجيب بأنه إنما يجوز النشر عند الوثوق بفهم المعنى، وأن السامع يرد كل واحد من الأمور المتعددة إليه، فإذا اتصل أحد الحالين بصاحبه كان أعون على ذلك، فـ"مصعدًا" حال من "الها"، و"منحدرًا" حال من "التاء" على غير الترتيب "قال": [من الوافر]

٤٤٣-

"عهدت سعاد ذات هوى معنى" ... فزدت وعاد سلوانا هواها

فـ"ذات هوى": حال من "سعاد"، و"معنى": حال من "التاء" في "عهدت"، وقرينة التذكير والتأنيث أرشدت إلى ذلك، والمعنى: إني كنت أنا وسعاد متحابين، فأما أنا فصرت إلى ازدياد المحبة، وأما هي فاد هواها سلوانا.

"وقد تأتي" الحال المتعددة "على الترتيب"، فيقدر الأول للأول، والثاني للثاني "إن أمن اللبس، كقوله" وهو امرؤ القيس: [من الطويل]

٤٤٤-

"خرجت بها أمشي تجر وراءنا" ... على أثرينا ذيل مرط مرحل


١ شرح عمدة الحافظ ١/ ٣٢٧.
٢ شرح ابن الناظم ص٢٤٢.
٤٤٣- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٣٧، وشرح ابن الناظم ص٢٤٢، وشرح التسهيل ٢/ ٣٥٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٩٠١، ومغني اللبيب ٢/ ٥٦٥، والمقاصد النحوية ٣/ ١٨٠.
٤٤٤- البيت لامرئ القيس في ديوانه ص١٤، وخزانة الأدب ١١/ ٤٢٧، والدرر ١/ ٥١٣، والارتشاف ٢/ ٣٥٩، وشرح التسهيل ٢/ ٣٥٠، وشرح شواهد الشافية ص٢٨٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٢، ٩٠١، وشرح عمدة الحافظ ص٤٦٢، ولسان العرب ٥/ ٢٤٦ "نير" وتاج العروس "رجل" "رحل"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٣٩، ورصف المباني ص٣٣٠، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣٣٨، ومغني اللبيب ٢/ ٥٦٤، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>