للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإصغاء والاستماع، والمعنى أصخ حال كونك مصغيًا لمن أظهر نصيحته، وتحفظ من خلط الجد بالهزل.

"أو" مؤكدة لعاملها "معنى فقط" واللفظ مختلف نحو: " {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} " [النمل: ١٩] فـ"ضاحكًا" حال من فاعل "تبسم" وهي مؤكدة لعاملها معنى فقط؛ لأن التبسم نوع من الضحك، ولفظها مختلف، ومثله " {وَلَّى مُدْبِرًا} " [القصص: ٣١] ، فإن الإدبار نوع من التولي، ويجمع هذين النوعين قول الناظم:

٣٤٩-

وعامل الحال بها قد أكدا ... ..............................

"وإما" مؤكدة "لصاحبها نحو: {لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: ٩٩] فـ"جميعًا" حال من فاعل "آمن"، وهو "من" الموصولة مؤكدة لها١، وهذا القسم من استدراكات الموضح قال في المغني٢ وغيره٣: وأهمل النحويون٤ ذكر المؤكدة لصاحبها.

"وإما" مؤكدة "لمضمون جملة" قبلها" معقودة" ومركبة "من اسمين معرفتين جامدين والتوكيد بها إما لبيان يقين: كـ: "هو زيد معلومًا أو فخر: كـ: "أنا فلان بطلًا أو تعظيم: كـ: "هو فلان جليلًا مهابًا أو تحقير: كـ: "هو فلان مأخوذًا مقهورًا أو تصاغر كـ: "أنا عبدك٥ فقيرًا إليك أو وعيدًا كـ: "أنا فلان متمكنًا منك أو لمعنى غير ذلك: "كـ: زيد أبوك عطوفًا" قاله ابن الناظم في شرح النظم٦. زاد أبوه في التسهيل٧: "جمودًا محضًا" احترازًا من أن يكون أحد الاسمين٨ في حكم المشتق، فإن الحال لا تكون حينئذ مؤكدة للجملة، ولا يحتاج إلى تقدير عامل، ولذلك جعل ابن مالك "زيد أبوك عطوفًا" من المؤكدة لعاملها على تأويل "الأب" بمشتق، فالعامل "الأب" لما فيه من معنى الاشتقاق، وخالفه الموضح٩ في هذا تبعًا للشارح.


١ بعده في "ط": "لأن جميعًا يدل على الإحاطة، فهي مؤكدة للعموم الذي في من الموصولة".
٢ مغني اللبيب ص٦٠٦.
٣ شرح شذور الذهب ص٢٤٧.
٤ منهم ابن الناظم في شرحه ص٢٤٣، وابن مالك في شرح التسهيل ٢/ ٣٥٥.
٥ في "ب": "عبيدك".
٦ شرح ابن الناظم ص٢٤٦.
٧ التسهيل ص١١٢.
٨ بعده في "ب": "مشتقا أو".
٩ مغني اللبيب ص٦٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>