للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"و" خرج بالفصل "الثالث" وهو مبين لإبهام اسم أو نسبة اسم "لا" التبرئة "نحو: "لا رجل"، و" ثاني مفعولي "أستغفر" "نحو:" [من البسيط]

٤٥٤-

"أستغفر الله ذنبا لست محصيه" ... رب العباد إليه الوجه والعمل

"فإنهما" أي: "رجل" و"ذنبا" "وإن كانا على معنى: من" بدليل صحة اقترانهما بها نحو: "لا من رجل"، و"أستغفر الله من ذنب" "لكنها" أي: "من" "ليست" فيهما "للبيان" فلا يكونان مبينين، "بل هي في الأول" وهو "لا رجل" "للاستغراق" للجنس، ولذلك بني اسم "لا" معها، "وفي الثاني" وهو أستغفر الله ذنبًا "للابتداء"، كأنه لما أراد الاستغفار ابتدأ منه بالجانب المتناهي، وهو الأول, وترك الجانب الأعلى الذي لا يتناهى، لكونه غير محدود، فكأنه قال: أستغفر الله مبتدئًا من أول الذنوب إلى ما لا يتناهى.

قال الموضح في الحواشي: وليس المراد بقولهم في التمييز: بمعنى "من" أن تكون "من" مقدرة قبله، لئلا يخرج عنه المحول عن الفاعل والمفعول والمبتدأ وتمييز العدد، وإنما المراد أن الاسم جيء به لتبيين الجنس كما يجاء بـ"من" المبينة للجنس، لا أن ثم "من" مقدرة. ا. هـ.

"وحكم التمييز النصب"؛ لأنه من الفضلات. "والناصب لمبين الاسم هو ذلك الاسم المبهم"، واختلف في صحة إعماله مع أنه جامد، فقيل: شبهه باسم الفاعل؛ لأنه طالب له في المعنى "كـ: عشرين درهمًا"، فإنه شبيه بـ"ضاربين زيدًا"، و"رطل زيتًا"، فإنه شبيه بـ"ضارب عمرًا" في الاسمية والطلب المعنوي ووجود ما به التمام وهو التنوين والنون.

وقيل: شبهه بـ"أفعل من"، وذلك في خامس مرتبة، فإن الفعل أصل لاسم الفاعل؛ لأنه يعمل معتمدًا وغير معتمد, واسم الفاعل لا يعمل إلا معتمدًا، وهو أصل للصفة المشبهة؛ لأنه يعمل في السببي والأجنبي، وهي لا تعمل إلا في السببي دون الأجنبي


٤٥٤- البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص٥٢٤، والأشباه والنظائر ٤/ ١٦، والأصول ١/ ١٧٨، وأوضح المسالك ٢/ ٢٨٣، وتخليص الشواهد ص٤٠٥، وخزانة الأدب ٣/ ١١، ٩/ ١٢٤، والدرر ٢/ ٢٦٠، وشرح ابن الناظم ص٢٥٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٢٠، وشرح التسهيل ٢/ ٣٧٩، وشرح شذور الذهب ص٣٧١، وشرح المرادي ٢/ ١٧٤، وشرح المفصل ٧/ ٦٣، ٨/ ٥١، والصاحبي في فقه اللغة ص١٨١، والكتاب ١/ ٣٧، ولسان العرب ٥/ ٢٦ "غفر"، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٢٦، والمتقضب ٢/ ٣٢١، وهمع الهوامع ٢/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>