للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف الواو، و"اخش": مبني على حذف الألف، و"ارم" مبني على حذف الياء، وذهب الأخفش والكوفيون إلى أن الأمر معرب مجزوم بلام الأمر، وإنها حذفت حذفا مستمرا في نحو: قم واقعد، والأصل: لِتَقُم ولِتَقْعد، فحذفت اللام للتخفيف؛ وتبعها حرف المضارعة. قال الموضح في المغني١: "وبقولهم أقول؛ لأن الأمر معني، فحقه أن يؤدى بالحرف؛ ولأنه أخو النهي". ا. هـ. وقد دل عليه بالحرف؛ ولأن الفعل إنما وضع لتقييد الحدث بالزمان المحصل، وكونه أمرا أو خبرا خارج عن مقصوده؛ ولأنهم قد نطقوا بذلك الأصل كقوله: [من الخفيف]

٢١-

لتقم أنت يابن خير قريش ... كي لتقضي حوائج المسلمينا

وكقراءة بعضهم: "فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا" [يونس: ٥٨] بالتاء الفوقية٢، وفي الحديث: "لتأخذوا مصافكم"؛ ولأنك تقول: اغز، واخش، وارم، واضربا، واضربوا، كما تقول في الجزم؛ ولأن البناء لم يعهد كونه بالحذف؛ ولأن المحققين على أن أفعال الإنشاء مجردة عن الزمان؛ كـ"بعت"، و"أقسمت"، و"قبلت"، وأجابوا عن كونها مع ذلك أفعالا بأن تجردها عارض لها عند نقلها عن الخبر، ولا يمكنهم ادعاء ذلك في: "قم"؛ لأنه ليس له حالة غير هذه، وحينئذ فتشكل فعليته. وإذا ادعى أن أصله: "لتقم"، كان الدال على الإنشاء اللام لا الفعل٣. انتهى كلامه في المغني٤. وهذا ما وعدناه به عند تقسيم الأفعال.

"والمعرب" من الأفعال "المضارع، نحو: يقوم" زيد، "لكن" لا مطلقا على الأصح، بل "بشرط سلامته من نون الإناث٥، و" من "نون التوكيد المباشرة".


١ مغني اللبيب ١/ ٢٢١.
٢١- البيت بلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٥٢٥، وتذكرة النحاة ص٦٦٦، وخزانة الأدب ٩/ ١٤، ١٠٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٢، ومغني اللبيب ١/ ٢٢١، ٢/ ٥٥٢.
٢ الرسم المصحفي: {فَلْيَفْرَحُوا} بالياء، وقرأها "فلتفرحوا" ابن عامر وأبي وأنس وابن سيرين وقتادة وابن عباس وغيرهم. انظر الإتحاف ٢٥٢، والمحتسب ١/ ٣١٣، والنشر ٢/ ٢٨٥. والقراءة من شواهد مغني اللبيب ١/ ١٨٦، وشرح التصريح ١/ ٥٥، ٢/ ٢٤٦، وأوضح المسالك ٤/ ٢٠١.
٣ أي: وإذا لم يثبت له دلالة على الطلب كان مضارعا، وإذا ثبت كونه كونه مضارعا ثبت أيضا أن الفعل ينقسم عند الكوفيين ومن وافقهم إلى قسمين فقط، كما صرح بذلك الشارح سابقا.
٤ مغني اللبيب ١/ ٢٢١.
٥ أي: نون الإناث الموضوعة أصالة للإناث وإن استعملت للذكور مجازا. "حاشية يس ١/ ٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>