للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"و" الأمر "الثاني أن الغالب" في "لدن" "استعمالها مجرورة بـ: من"، ونصبها قليل حتى إنها لم تأت في التنزيل منصوبة، وجر "عند" بـ"من" دون جر "لدن" في الكثرة.

والأمر "الثالث أنها مبنية" على السكون، وعلة بنائها شبهها بالحرف في لزوم استعمال واحد وهو الظرفية، وعدم التصرف "إلا في لغة قيس"، فإنها معربة عندهم تشبيها١ بـ"عند"، و"بلغتهم قرئ": "لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا "مِنْ لَدنْهِ"" [الكهف: ٢] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء في الوصل، وهي قراءة أبي بكر بن عاصم٢، وفي أمالي ابن الشجري٣: "قال أبو علي: فأما ما روي عن عاصم من قراءته "من٤ لدنه"؛ بكسر النون؛ فإن ذلك لالتقاء الساكنين من٥ حيث سكنت الدال إسكان الباء من سبع، وليست كسرة إعراب"، ا. هـ. فظهر بهذا أن "لدن" مبنية دائمًا بخلاف "عند" فإنها معربة دائمًا.

والأمر "الرابع: جواز إضافتها إلى الجمل كقوله" وهو القطامي: [من الطويل]

٥٤٢-

صريع غوان راقهن ورقنه ... "لدن شب حتى شاب سود الذوائب"

فأضاف "لدن" إلى جملة "شب"، و"الصريع": المصروع، وهو المطروح على الأرض غلبة، و"غوان"؛ بغين عجمة مفتوحة: جمع غانية، وهي الجارية التي غنيت، أي: استغنت


١ في "ب": "لشبهها".
٢ الرسم المصحفي: {لَدُنْهُ} وقرأ عاصم وشعبة: "لدنهي" بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء مع وصلها بياء، انظر الإتحاف ص٢٨٨، والبحر المحيط ٦/ ٩٦، والنشر ٢/ ٣١٠، وشرح ابن الناظم ص٢٨٤، وحاشية يس ١/ ٤٩.
٣ أمالي ابن الشجري ١/ ٢٢٣.
٤ سقطت من "ط".
٥ سقطت من "ب".
٥٤٢- البيت للقطامي في ديوانه ص٤٤، وأمالي ابن الشجري ١/ ٢٢٣، والارتشاف ٢/ ٢٦٦، وخزانة الأدب ٧/ ٦٧، والدرر ١/ ٤٦٦، وسمط اللآلي ص١٣٢، وشرح شواهد المغني ص٤٥٥، ومعاهد التنصيص ١/ ١٨١، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٢٧، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٤٧، وأوضح المسالك ٣/ ١٤٥، وتخليص الشواهد ص٢٦٣، وشرح الأشموني ٢/ ٣١٨، وشرح التسهيل ٢/ ٢٣٧، ومغني اللبيب ص١٥٧ وهمع الهوامع ١/ ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>