للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العكس لأن "حسبك" نكرة مختصة، و"درهم" غير مختص "وبهذا" الاستعمال الثاني "يرد على من زعم أنها اسم فعل" بمعنى يكفي، "فإن العوامل اللفظية" نحو: "إن" و"الباء" في المثالين الأخيرين١ "لا تدخل على أسماء الأفعال باتفاق"، ولا العوامل المعنوية على الأصح.

"و" الاستعمال "الثاني" من أصل التقسيم: "أن تكون" حسب" "بمنزلة "لا غير" في المعنى، فتستعمل مفردة" عن الإضافة في اللفظ وينوى لفظ المضاف إليه، "و" "حسب" "هذه هي "حسب" المتقدمة" في الاستعمالين السابقين "ولكنها عند قطعها عن الإضافة لها إشرابها هذا المعنى" الدال على النفي، "و" تجدد لها "ملازمتها للوصفية أو الحالية أو الابتداء وبناؤها على الضم" بعد أن كانت معربة٢ بحسب العوامل، "تقول" في الوصفية: "رأيت رجلًا حسب، و" في٣ الحالية: "رأيت زيدًا حسب"، فحذف المضاف إليه منهما٤ ونوى معناه فبنيت على الضم.

"قال الجوهري٥: كأنك قلت: حسبي أو حسبك فأضمرت ذلك ولم تنون، ا. هـ وعنى بالإضمار الحذف فكأنه قال: فحذفت المضاف إليه منهما وأضمرته في نفسك ولم تنون؛ لأنك نويت معنى المضاف إليه فبنيتهما على الضم كـ: "قبل" و"بعد"، "وتقول" في الابتداء: "قبضت عشرة فحسب فحسب: مبتدأ حذف خبره، "أي: فحسبي ذلك والمعنى: رأيت رجلًا لا غير، ورأيت زيدًا لا غير، وقبضت عشرة لا غير، ودخلت الفاء في الأخير تزيينا للفظ كما تدخل على "قط" في قولك "قبضت عشرة فقط"، "واقتضى كلام ابن مالك" في قوله في النظم:

٤١١-

قبل كغير بعد حسب أول ... ودون والجهات أيضًا وعل

٤١٢-

وأعربوا نصبا إذا ما نكرا ... قبلًا وما من بعده قد ذكرا

"إنها" أي: حسب "تعرب نصبا إذا نكرت كـ: "قبل" و"بعد"، قال أبو حيان٦:

ولا وجه لنصبها؛ لأنها غير ظرف"، وقد ذكرها مع الظروف "إلا أن نقل عنهم٧ نصبها


١ في "ط": "الآخرين".
٢ في "ب": "معرفة".
٣ سقطت من "ب".
٤ سقطت من "ب".
٥ الصحاح "حسب".
٦ انظر الارتشاف ٢/ ٥٠٣.
٧ في "ب": "عندهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>