للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وقوله" وهو أبو دؤاد حارثة بن الحجاج: [من المتقارب]

٥٦١-

"أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد في الليل نارا"

فأبقى "نار"على جره مع أنه مضاف إليه "كل" محذوفة معطوفة على "كل"١ المذكورة٢، "أي: وكل نار"، وإنما قدرناه مجرورًا بـ"كل" محذوفة ولم نجعله مجرورًا بالعطف على "امرئ" المجرور بإضافة "كل" إليه "لئلا يلزم العطف" على معمولي عاطفين مختلفين؛ لأن "امرئ" المجرور معمول لـ"كل"، و"امرأ" المنصوب معمول لـ"تحسبين" على أنه مفعول ثان له، ومفعوله الأول "كل امرئ" مقدم عليه, فلو عطفنا "نار"٣ المجرورة على "امرئ" المضاف إليه "كل"، و"عطفنا "نارًا" المنصوبة على "امرأ" المنصوب لزم أن نعطف بحرف واحد شيئين "على معمولي عاملين" مختلفين، وذلك ممتنع لأن العاطف نائب عن العامل, وعامل واحد لا يعمل جرا ونصبا ولا يقوى أن ينوب مناب عاملين، هذا مذهب سيبويه والمبرد وابن السراج وهشام٤، وذهب الأخفش والكسائي والفراء والزجاج إلى الجواز٥، والتقدير: أتحسبين كل امرئ امرأ، وكل نار نارًا، فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه على جره، واختير الحذف دون العطف؛ لأن حذف ما دل٦ عليه دليل مجمع على جوازه، والعطف على معمولي عاملين مختلف فيه كما قدمنا٧، والحمل على المتفق عليه أولى من الحمل على المختلف فيه، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٤١٤-

وربما جروا الذي أبقوا كما ... قد كان قبل حذف ما تقدما


٥٦١- البيت بلا نسبة في إصلاح المنطق ص١٤٦، وأوضح المسالك ٣/ ١٥٨، وخزانة الأدب ٦/ ٥٠١، والدرر ١/ ٤٤٦، وشرح ابن الناظم ص٢٨٧، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٢، وشرح التسهيل ١/ ٣٨٨، وشرح شذور الذهب ص١٣٧، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٩٧٤، ولسان العرب ٣/ ٩٣ "بعد"، ١٤٧/ ٢٣٧ "خفا" والمقاصد النحوية ٣/ ٤٣٦، وهمع الهوامع ١/ ٢٠٩، ٢١٠.
١ سقطت من "أ".
٢ في "أ": "المذكور".
٣ في "ط": "نارا".
٤ انظر مغني اللبيب ص٦٣٢.
٥ انظر ما ذهب إليه الأخفش والكسائي والفراء والزجاج في مغني اللبيب ص٦٣٢.
٦ في "ط": "يدل".
٧ في "ط": "قدمناه".

<<  <  ج: ص:  >  >>