للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصار: ربع ونصف ما حصل، ومثل هذا عند سيبويه والجمهور لا يجوز إلا في الشعر١، واختار الناظم أنه من الحذف من الأول لدلالة الثاني، فلا فصل فهي عنده جائزة قياسًا وسماعًا٢، وإليها أشار بقوله في النظم:

٤١٦-

ويحذف الثاني ويبقى الأول ... كحاله إذا به يتصل

٤١٧-

بشرط عطف وإضافة إلى ... مثل الذي له أضفت الأولا

"أو غيره" بالرفع؛ أي: غير مضاف، وهو عامل في "مثل" المحذوف "كقوله": [من الرجز]

٥٦٢-

علقت آمالي فعمت النعم ... "بمثل أو أنفع من وبل الديم"

فـ"مثل" مضاف إلى محذوف دل عليه المذكور، والأصل: بمثل وبل الديم٣ فحذف "وبل الديم" من الأول لدلالة الثاني عليه، والعامل "أنفع" وهو غير مضاف، وهو مجرور بالعطف على "مثل" المجرور بالباء المتعلقة بـ"علقت" و"الوبل" بسكون الباء الموحدة: المطر الشديد، و"الديم" بكسر الدال: جمع ديمة، وهي المطر الذي ليس فيه رعد ولا برق.

"ومن غير الغالب قولهم" فيما حكاه أبو علي: "ابدأ بذا من أول، بالخفض من غير تنوين" على نية لفظ المضاف إليه، أي: من أول الأمر، "وقراءة بعضهم" وهو ابن محيصن: ""فَلَا خَوْفُ عَلَيْهِم"" [البقرة: ٣٨] بالرفع من غير تنوين على الإهمال، "أي: فلا خوف شيء عليهم"، وأما قراءة يعقوب "لا خوفَ" بالفتح من غير تنوين فعلى الإعمال٤.


١ الكتاب ١/ ١٧٦، ٢/ ٢٨٠.
٢ شرخ التسهيل ٣/ ٢٦٥، ومغني اللبيب ص٨١١.
٥٦٢- الرجز بلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١٧٢، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٥١، والارتشاف ٢/ ٧١٥.
٣ بعدها في "ب": "أو أنفع من وبل الديم".
٤ انظر هذه القراءة في الإتحاف ص١٣٤، والنشر ٢/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>